مقالات

تواصل تراجع أسعار النفط في العالم بسبب فيروس كورونا و تأثيره الإقتصادي على تونس والعالم

معز مملوك

تواجه دول العالم صدمة مزدوجة بسبب تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) بسبب انهيار أسعار النفط. وينبغي على السلطات أن تركز أولا على الاستجابة للطوارئ الصحية وما يرتبط بها من خطر الركود الاقتصادي، وتؤجل ضبط أوضاع المالية العامة المرتبط بالهبوط المستمر في أسعار النفط حتى يتم التعافي من الوباء الذي ضرب العالم منذ أكثر من 10 أشهر.
في الولايات المتحدة، ارتفعت المخزونات الأسبوع الماضي على عكس التوقعات، إذ عادت مصافي التكرير ببطء إلى العمليات بعد إغلاق مواقع الإنتاج بسبب عواصف في خليج المكسيك.
وارتفعت مخزونات الخام في الولايات المتحدة مليوني برميل مقارنة مع توقعات بانخفاضها 1.3 مليون برميل في استطلاع للرأي أجرته رويترز.
وفي مؤشر سلبي آخر، بدأ المتعاملون يحجزون ناقلات لتخزين النفط الخام والديزل، في ظل تعثر التعافي الاقتصادي مع استمرار جائحة كوفيد-19 بلا هوادة.
ومن المرجح أن تُطرح مسألة زيادة المخزونات خلال اجتماع في 17سبتمبر على لجنة مراقبة السوق التابعة لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء من بينهم روسيا، في المجموعة المعروفة باسم أوبك+.
وتقيد المجموعة الإمدادات لخفض المخزونات، لكن محللين يقولون إن الاجتماع سيركز على الأرجح على امتثال الأعضاء بدلا من السعي لتخفيضات أكبر.


تأثير إنخفاض أسعار النفط على الإقتصاد العالمي
أدى فيروس كورونا المستجد الذي ضرب العالم إلى حدوث إضطرابات في الأسواق المالية العالمية على غيرها من أسواق النفط والسلع الأولية. حيث هبطت أسعار النفط الى ارقام قياسية لم تشهدها مقارنة بما كانت عليه في أوجها في سنة 2007 ومن المتوقع أن تواصل هبوطها على أساس أن الأزمة الصحية التي يمر بها العالم ستؤدي إلى تراجع اقتصاديات الدول الغربية الكبرى. وبالحكم على الكبوات التي طالت أسواق المال الرئيسة في المنطقة بعد هبوطها بنسبة تتراوح بين 30 إلى 50 في المائة هذا العام فإن الازدهار الاقتصادي الحالي قد انتهى بالفعل. وإذا هبطت أسعار النفط إلى ما دون 20 دولارًا للبرميل، فإن ذلك سيؤدي إلى أزمة مالية أوسع مع ارتفاع في معدلات البطالة بالإضافة إلى تهديد التوازن السياسي.


تداعيات إنخفاض أسعار النفط على الإقتصاد الوطني
إعتبر خبيرنا الإقتصادي معز ذويد أن انخفاض أسعار النفط عالميا بسبب انتشار فيروس كورونا ، سيؤدي إلى انخفاض الضغط على الميزانية خاصة وأن تونس تستورد ما يفوق 50% من حاجياتها من الخارج. من جهة أخرى سيؤدي إنخفاض سعر برميل النفط الى تخفيض كلفة استراد المواد النفطية .
من جهته أكد الأخير في وقت سابق ان تونس ستستفيد من تراجع سعر النفط الخام بسبب فيروس كورونا وربما ستكون هناك مداخيل اضافية بفضل انخفاض الدعم الموجه للمحروقات.
يشار إلى أن ميزانية الدولة لسنة 2020، كانت قد اعتمدت فرضية سعر 65 دولارا للبرميل الواحد في الوقت الذي يشهد فيه سعر النفط خام برنت، تتراجعا ليبلغ سعر البرميل 33 دولارا بعد ضعف الطلب العالمي بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد “كوفيد – 19”.

Skip to content