مقالات

جزيرة جربة .. القطاع السياحي بعد جائحة كورونا

ألفة شريول

عندما نتحدث عن جربة نتحدث عن جزيرة الأحلام وعن تاريخ قرون وعن جمال وروعة الجزيرة كواجهة سياحية فريدة. تساهم في تطور الاقتصاد الجهوي والوطني. الا ان اليوم وبعد انجلاء جائحة كورونا تأثرت هذه الواجهة بتراجع القطاع السياحي وبذلك تداعى اقتصادها.

من جزيرة الاحلام الى بؤرة لفيروس كورونا:

بعد انجلاء فيروس كورونا وفي اول تنقل له استقبل وزير السياحة والصناعات التقليدية محمد علي التومي منذ ايام قليلة اول رحلة غير منتظمة بمطار جربة جرجيس الدولي قادمة من لكسونبورغ على متنها 115 سائحا معتبرا ان مثل هذه الرحلات بامكانها انقاذ ما تبقى من الموسم السياحي ومؤكدا ان تونس نجحت في السيطرة على فيروس كورونا وانه لا داعي للابقاء على إعتبار جزيرة جربة “ببؤرة “.

هذا و اشرف الوزير ، وبحضور رؤساء بلديات الجزيرة واعضاء المجالس والمهنيين في القطاع السياحي والمجتمع المدني على جلسة عمل حول الاستعداد للموسم الساحلي الصيفي من النواحي البيئية والاطلاع على مدى تقدم مختلف البرامج ذات الغلاقة بالنظافة وفرز النفايات من المصدر وتثمينها.

وفي هذا الصدد اكد التومي مسؤوليته تجاه هذا القطاع مصرحا بانه “سيعمل على الحد من تداعيات انتشار وباء كورونا”.

ويدعو اهل القطاع والمجتمع المدني لمجابهة هذه الازمة الصحية مع حثهم على مواصلة رفع التحديات من خلال تعميق التفكير في تطوير السياحة والانشطة الاقتصادية وفقا لخصوصية الجزيرة خاصة وان اللجان الخاصة بحملة المسح الشامل للتقصي من فيروس كورونا اثبتت ان جميع نتائج التحاليل سلبية وبذلك تم الاعلان عن عدم وجود الفيروس ورفع صفة “بؤرة”عن الجزيرة بفضل هذا البروتوكول الصحي.

وفي السياق ذاته صرح حبيب شواط والي مدنين ان”قطاع السياحة بجربة قطاع هش في الوقت الراهن ويجب المعادلة بين التعامل معه من جهة والتعامل مع مجابهة كورونا من جهة ثانية”. ويؤكد ذلك بقوله “نخطأ ونصيب ولكن الثابت اننا سننجح كما نجحنا في تخطي هذه الازمة”.

تداعيات القطاع السياحي ومشاكل اليد العاملة:

يعتبر قطاع السياحة بجربة قطاعا مهما في دعم الاقتصاد الجهوي حيث يساهم ب7%من الناتج المحلي ويتصف بقدرة تشغيلية كبيرة للحرفيين في عدة مجالات كالفخار واللباس التقليدي واستعمالات الخشب بالجزيرة والنسيج والمصوغ والمتاحف الاثرية لكن اليوم وبعد ازمة كورونا يعاني القطاع من تداعيات كبرى اثرت على حياة المهنيين والاقتصاد المحلي.

وتعود اسباب هذه التداعيات حسب مصادر رسمية الى الوضع الموسمي الاستثنائي الذي يمر بعدة مشاكل كركود المحيط الساحلي نظرا لغلق 12نزلا و24مطعما سياحيا وتوقف أسطول النقل ماعدى 7 وكالات اسفار قامت بوضع 38 وسيلة الى جانب الغاء كل التظاهرات التي كانت مبرمجة كالغريبة وجربة ارض السلام ومهرجان الشطرنج وتظاهرة نصف ماراطون جربة اوليس الدولي. كما تراجع عدد الوافدين باقل من 70%مقارنة بسنة 2019.

ويمر الاستثمار بصعوبات في الاجراءات المتعلقة بانشاء مشاريع سياحية بالاراضي الفلاحية والمنصوص عليها بالامر الحكومي عدد 191 لسنة 2018. الى جانب اهمال جميع المعالم الاثرية.

وفي ذات السياق صرح هشام المحواشي المندوب الجهوي للسياحة بجربة جرجيس انه “لا يمكن الحديث اليوم عن موسم سياحي في ظل الكورونا لانها اخلت اكبر الدول والمدن وملاعب العالم” و اضاف ان ” المندوبية الجهوية صامدة امام الازمات وذلك منذ 1976″.ثم يختم حديثه بقوله “الرحلة الجوية الغير منتظمة هي بداية الامل لعودة النشاط السياحي”.

فكل هذه التداعيات اثرت على المناخ الاجتماعي الذي شهد توترا يتجلى في النزل المهجورة والتي تشكل خطرا امنيا وبييئيا خاصة فترة تصنيف الجزيرة كبؤرة.

وفي الاطار ذاته وفي تصريح لنا طالب مصطفى بن محمد الجديدي عضو مكتب تنفيذي جهوي ورئيس لجنة الخدمات لاتحاد الصناعة والتجارة بمدنين وزارة السياحة والصناعات التقليدية بلفتة الى وضعية الحرفيين الذين يعانون من ركود خاصة بعد انجلاء الفيروس لذلك لبد من تمكينهم من مشاركات في المعارض المحلية والوطنية ولما لا حتى الدولية لللنهوض بقطاع الصناعات التقليدية”. على حد تعبيره.

وفيما يخص اليد العاملة بالنزل فقد صرح نجيب بن مرزوق عضو اتحاد الشغل بمدنين ان”عمال قطاع السياحة يعيشون اليوم وضعية متداعية نظرا لانهم لا يتقاضون سوى 50%من اجرتهم منذ ماي الفارط على امل ان يتم تفعيل الاتفاقية التي اجريت بين اتحاد الشغل ووزارة السياحة والصناعات التقليدية”.

ويؤكد على ان” العامل اليوم لا يستطيع تلبية مطلباته حتى باجر كامل خاصة في هذه الظروف الحرجة فما بالك بنصف اجر امام غلاء المعيشة”.

التلوث البيئي خطر يهدد النشاط السياحي:

وفيما يتعلق بالبيئة والمناخ والمحيط الساحلي بجربة فقد طالبت بعض البلديات وزارة السياحة بالتسريع في الترتيبات اللازمة لنظافة الشواطئ والمسالك السياحية خاصة واننا دخلنا موسم سياحي جديد والى اللحظة لم يتم غربلة اي شاطئ من شواطئ الجزيرة.

ويطالبون ايضا بوجود حلول للمصبات العشوائية التي تمثل خطرا لا فقط على صحة المواطن او السائح بل وحتى على منتوج الصيد البحري والنشاط السياحي.

ولا تقف مطالبهم الى حد هنا فقط بل طالبوا ايضا بصيانة المركبات الصحية.

ومثلهم مثل عدد من مكونات المجتمع المدني يدعون الى احداث فتحة ثانية بالقنطرة الرومانية حماية لحاجيات البحارة بالمعتمديات المتضررة من التلوث وعدم انسياب التيار البحري بسلاسة من الفتحة الموجودة حاليا.

Skip to content