مقالات

خبراء يحذرون من فقدان نصف مليون موطن شغل بسبب كورونا

فراس بن صالح

تعيش البلاد التونسية أزمة اقتصادية حادة منذ سنوات سرعان ما انعكست على مواطن الشغل أدى إلى تفاقم أزمة البطالة بالنسبة لأصحاب الشهائد العليا وخريجي الجامعات حديثا. 

ومع أزمة فيروس كورونا انعدمت فرص أصحاب الشهائد العليا في إيجاد مواطن الشغل حتى إن بعضهم طرد من عمله بتعلة الأزمة المالية الخانقة ونقص سنوات الخبرة مقارنة بغيرهم.

أسامة برك الله صاحب 27 ربيعا متحصل على الماجستير في اللوجيستيك والإنتاج والجودة، أكد أن الفرص باتت شبهة معدومة، فقد أصبح إيجاد عمل آمرا معقدا للغاية، وحتى قبل تفشي فيروس كورونا مشيرا إلى أن عددا من الشركات تخلت عن موظفيها ومن فاز لفرصة شغل يعيش ظروفا صعبة جدا.

ولم يخف برك الله سر إجراءه لعدد من اختبارات العمل الناجحة، لكن هذا لم يشفع له في إيجاد موطن شغل، الشيء الذي جعله يشعر باليأس بعد سنوات عدة من الدراسة.

وفي السياق ذاته قال الباحث والأستاذ حسين الرحيلي إن تونس تشهد أزمة بطالة منذ أكثر من 20 عاما، بسبب أن منوال التنمية لا يوفر مواطن شغل، مبرزا في الآن نفسه أن الأزمة تعمقت وستتعمق أكثر خاصة في سنة 2020، إضافة إلى أن سداسية كاملة لم تدرس وأثبتت الدولة عجزها في سياسة الدراسة عن بعد ما سيؤجل تخرج الطلبة وبالتالي تأجيل إدماجهم في الحياة المهنية. 

وأكد الرحيلي أن سوق الشغل بإمكانه أن يفقد 460 ألف موطن شغل من خلال التسريح أو البطالة الفنية إضافة إلى أكثر من 700 ألف عاطل عن العمل، موضحا أن سنة بيضاء بالنسبة لأصحاب الشهائد العليا لعامي 2019 و2020.

وقال الرحيلي إن الإشكال يكمن في السياسة المتخذة من الدولة وغياب خطة لإعادة إنعاش الاقتصاد الوطني، وعجز البنك المركزي عن توفير السيولة للبنوك، داعيا الدولة إلى التدخل والإستثمار ليتحرك الطلب الداخلي وبالتالي توفير مواطن الشغل. 

وأكد الباحث ماهر حنين أن آمال العاطلين عن العمل من أصحاب الشهائد العليا تبخرت في ظل الأزمة الاقتصادية تزامنا مع جائحة فيروس كورونا بسب نقص مواطن الشغل إضافة إلى إفلاس عدد من الشركات بسبب الجائحة.

وقال حنين إن نسبة البطالة سترتفع مضيفا إلى أن الأزمة السياسية عقدت الآمر أكثر ما كان عليه، مشيرا إلى أن الشباب العاطل عن العمال في مرحلة انتظار الإصلاحات الممكنة من خلال مراجعة المديونية وإعادة جدولتها إضافة إلى إصلاحات جبائية وإلزام الضريبة على أصحاب الثروة.

ومن أبرز الحلول الممكنة حسب ماهر حنين، توفير منح للعاطلين عن العمل من أصحاب الشهائد العليا من خلال إقامة دورات تدريبية مدفوعة الآجر وغيرها من الأشكال.

ومن أبرز العوامل المساعدة على تجاوز أزمة البطالة في نظره، هو إعادة النظر في الشراكة مع الإتحاد الأوروبي والذي أصبح عبئا ثقيلا على الدولة من خلال العجز في التوازن التجاري.

ولم يخف الحنين مكونات المجتمع وجدت صعوبة في مجابهة الأزمات باستثناء الطبقة الثرية. وتعيش الطبقة الفقيرة صعوبات كبيرة مع جزء من الطبقة الوسطي خاصة من المتقاعدين.

Skip to content