مقالات

الدورة 353 لمجلس إدارة مكتب العمل الدولية: قضايا ملحّة في ظل تحولات عالمية

ضياء تقتق
صحفي

تنعقد هذا الأسبوع في الفترة الممتدة بين 10 و 20 مارس الدولة 353 لمجلس إدارة مكتب العمل الدولية، بجنيف، وذلك للنظر في عديد المحاور و النقاط الهامة وذات الأولوية في تخصص و أعمال المنظمة .

تجدر الإشارة إلى أن مجلس ادارة مكتب العمل الدولي هو الهيئة التنفيذية لمنظمة العمل الدولية ويتخذ قرارات تهدف إلى إنفاذ مخرجات مؤتمر العمل الدولي ويقدم التوجيه و الإرشاد في تطبيق معايير العمل الدولية ويشرف على أنشطة مكتب العمل الدولي بين دورات المؤتمر.

كما يتولى مجلس الإدارة انتخاب المدير العام، واتخاذ قرار بشأن سياسة منظمة العمل الدولية المنفذة للتوجه الاستراتيجي الذي يحدده مؤتمر العمل الدولي وتوجيه الأنشطة التي يضطلع بها المكتب والمدير العام، وتحديد جدول أعمال مؤتمر العمل الدولي، والموافقة على مشروع برنامج وميزانية المنظمة ليعتمده المؤتمر، وإنفاذ الإجراءات المنصوص عليها في الدستور فيما يتعلق بتطبيق الاتفاقيات المصدق عليها، والموافقة على جدول الأعمال وعلى تشكيل الاجتماعات الإقليمية والاجتماعات القطاعية واجتماعات الخبراء، حسب الاقتضاء.

جدول الأعمال ثري بمشاركة الاتحاد العام التونسي للشغل

تنظر الدورة الحالية في ضبط جدول الأعمال و الترتيبات المتعلقة بمؤتمر العمل الدولي في دورة 2025، وتستعرض التقارير الدورية ومتابعة إعلان منظمة العمل الدولية بشأن المبادئ والحقوق الأساسية في العمل.

ومن بين المحاور المعروضة أيضا، النظر في التقرير المرحلي عن تنفيذ استراتيجية العمل اللائق وذلك بمتابعة تنفيذ استراتيجية العمل اللائق في سلاسل التوريد والإمداد، وكذلك مناقشة الإطار العالمي للمواد الكيميائية وآثاره على منظمة العمل الدولية، ومناقشة الإدارة السديدة والحوكمة لمنظمة العمل الدولية، ومناقشة برنامج منظمة العمل الدولية بشأن الهجرة العادلة، وإعداد تقرير مرحلي عن تنفيذ الاستراتيجية المتكاملة من خلال تعزيز الحق في المفاوضة الجماعية، ومناقشة الاجتماعات القطاعية المنعقدة في عام 2024 مع تقديم المقترحات للفترة 2020-2025، و التحضير لأشغال المؤتمر العالمي السادس بشأن القضاء على عمل الأطفال، ومناقشة التعاون الإنمائي في الأراضي العربية المحتلة، وسبل دعم منظمة العمل الدولية الاستجابة لحالة الطوارئ والمتعلقة خاصة بالأزمة في لبنان.

وفي جانب آخر، يناقش مجلس الادارة مقترحات المدير العام بشأن البرنامج والميزانية للفترة 2026-2027، والتقرير المرحلي لمتابعة تنفيذ استراتيجية تكنولوجيا المعلومات للفترة 2025-2026، ومشروع قرار بشأن مؤتمر القمة العالمي الثاني للتنمية الاجتماعية.

وتشارك في أشغال الدورة 353 لمجلس إدارة منظمة العمل الدولية، الأخت هادية العرفاوي الأمين العامة المساعدة المسؤولة عن قسم العلاقات العربية والدولية بصفتها عضوة مجلس إدارة ممثلة للعمال، وذلك أثر انتخابها لتولي هذه المسؤولية الرفيعة منذ الانتخابات المنظمة أيام 7 – 10 جوان 2024 والمتزامنة مع انعقاد مؤتمر العمل الدولي في دورته 112.

جيلبرت هونغبو : مواجهة التحديات العالمية في عصر التحولات

خلال الجلسة الافتتاحية للدورة الـ 353 لمجلس الإدارة في جنيف، افتتح المدير العام لمنظمة العمل الدولية السيد جيلبت هونقبو أعمال المجلس بكلمة ركّز فيها على التحديات العالمية الراهنة وتأثيرها على سوق العمل والعدالة الاجتماعية.

وأشار المدير العام إلى التحولات العميقة والسريعة التي يشهدها النظام متعدد الأطراف، مع تصاعد التوترات الجيوسياسية والتجارية، مما يؤثر على الأولويات الاقتصادية والاجتماعية للدول.

وأكد أن تصاعد الإنفاق الدفاعي، إلى جانب الأزمات البيئية والمالية، يفرض ضغوطًا على الميزانيات الحكومية، وهو ما يستدعي إعادة تقييم أولويات السياسات العامة.

وفي الجانب المتعلقة نمو الاقتصادي العالمي، شدد المدير العام على أن الفجوة الاجتماعية لاتزال تتسع، حيث يشعر العمال حول العالم بأن فوائد العولمة لم تصل إليهم جميعًا. كما أشار إلى أن الشكوك المتزايدة حول فعالية النظام الدولي القائم على القوانين تؤثر على قدرة المنظمات متعددة الأطراف على تحقيق أهدافها.

كما جدد المدير العام التزام المنظمة بالدفاع عن معايير العمل الدولية، مشددًا على أهمية الحوار الاجتماعي بين الحكومات وأصحاب العمل والعمال. وأكد أن دور المنظمة يتطلب تطوير أساليب عملها لضمان استجابة أسرع وأكثر فعالية لمتطلبات سوق العمل المتغيرة.

وفي ذات السياق، استعرض المدير العام جهود المنظمة في التعامل مع الأزمات العمالية في غزة والضفة الغربية. كما تطرق إلى المشاريع التي تستهدف اللاجئين والنازحين في السودان، فضلًا عن دعم البلدان المتأثرة بالنزاعات مثل سوريا وأوكرانيا ولبنان.

أما فيما يتعلق بمقترح ميزانية 2026-2027، أوضح المدير العام أنه يدرك التحديات المالية التي تواجه الدول الأعضاء، لكنه دعا إلى نهج براغماتي يوازن بين الحاجة إلى الموارد والاستدامة المالية.

وفي اختتام الكلمة الافتتاحية، أكد السيد هونقبو على أهمية التعاون المشترك لتحقيق العدالة الاجتماعية، مشيرًا إلى القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية المرتقبة في قطر في نوفمبر 2025، والتي من المنتظر أن تشكل فرصة لتعزيز الجهود العالمية في هذا المجال.