أخبار مدنية

المرصد الوطني للدفاع عن مدنية الدولة يسجل تجاوزات خطيرة لمبدأ مدنيّة الدولة والديمقراطية وحقوق الإنسان

سجّل المرصد الوطني للدفاع عن مدنية الدولة خلال الأيام الأخيرة ما اعتبره تجاوزات خطيرة لمبدأ مدنيّة الدولة والديمقراطية وحقوق الإنسان.

وحسب بيان صادر عن المرصد من هذه التجاوزات الحكم بالسجن على المُدوّنة آمنة الشرقي التي نشرت على صفحتها في موقع للتواصل الاجتماعي نصّا هزليا حول الكورونا تُحاكي فيه سورة قرآنية، بتهمة النيل من المقدسات والدعوة إلى الكراهية بين الأديان والأجناس. وهو حكم منافٍ للدستور الذي يضمن في مادّتيه 21 و31 حرية الرأي والفكر والتعبير، كما يضمن في فصله السادس حرية المعتقد والضمير. علما بأن هذا الحكم يتناقض أيضا مع المادّة 19 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية المُصادق عليه من قبل الدولة التونسية.
وكذلك ما رُوي عن منع أستاذة الفلسفة مريم بوزيد من مراقبة الباكالوريا بتعلّة قيامها بوضع الأحمر على شفتيها. وهو، إن صحّت الرواية، اعتداء صارخ على الحريات الفردية يُذكّر باعتداءات ميليشيات “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”، حسب نص البيان.
والاستهزاء بالنائبة عبير موسي من طرف مسؤول سياسي لاعتبارات لا علاقة بها بالسياسة، وإنما ترتكز على احتقار للمرأة عموما، وهو موقف ينمّ عن فكر فئوي بدائي مُهين لنصف المجتمع ومنافٍ لكافة مبادئ الانصاف وحقوق الإنسان.
واعتبر المرصد الوطني للدفاع عن مدنية الدولة في بيانه أن هذه الخروقات، التي تمّ فيها بوضوح تغليب الإيديولوجيا المُتعصّبة على المنطق وعلى القانون، تستوجب اتخاذ القرارات الحازمة من السلطة التنفيذية لاستدراك القرارات المُتّخذة اعتباطيّا، ولمحاسبة المُتجاوزين للقانون وللمبادئ المدنية. كما يُسجّل المرصد أن هذه الانتهاكات تمسّ بالمرأة وبكل مواطن تونسيّ حرّ، ممّا يستوجب مراجعة عميقة للقانون الجزائي وللسياسات التربويّة والثقافيّة بما يُجذّر في أذهان الناشئة الفكر المدني الديمقراطي.

Skip to content