في مثل هذا اليوم شهدت تونس ثاني عملية اغتيال راح ضحيتها النائب السابق بالمجلس الوطني التأسيسي محمد البراهمي الذي تم استهدافه بتاريخ 25 جويلية 2013 بالرصاص من قبل مجموعة ارهابية، عشر سنوات مرت ولا يزال الملف منشورا لدى القضاء والجميع يطالب بكشف كل الحقيقة.
ولد محمد براهمي بمنطقة تسمّى الحشانة بولاية سيدي بوزيد بتونس في 15 ماي 1955. بدأ دراسته في المدارس الابتدائيّة بمنطقته، ثمّ انتقل إلى المدرسة الإعداديّة بالمكناسي ومنها إلى المعهد الثّانوي بحيّ الشّباب في قفصة، قبل أن ينتقل إلى بنزرت في سنة تعليمه الثّانويّ الأخيرة وينال شهادة الباكالوريا من المعهد الفنّيّ بها. بعد ذلك، درس البراهمي في المعهد الأعلى للتّصرّف وحصل على شهادة الأستاذيّة في المحاسبة سنة 1982.
بعد تخرّجه، عمل لمدّة سنتين بالمعهد الفني بمنزل بورقيبة في ولاية بنزرت كمدرّس تقنيات اقتصادية ومحاسبة. ثمّ عمل بديوان إحياء المناطق السّقويّة بسيدي بوزيد لمدّة 8 أشهر. ثمّ التحق بالوكالة العقارية للسّكنى سنة 1985 وبقي يعمل بها حتّى 1993. وفي سنة 1994 انتقل إلى المملكة العربية السعودية فعمل بها كمتعاون بالوكالة التونسية للتعاون الفني. ثمّ عاد إلى تونس، وعاد إلى الوكالة العقارية للسكنى في خطّة متصرّف عامّ فيها بداية من 2004.
منذ كان في الجامعة، انضمّ محمّد براهمي إلى تنظيم الطلاب العرب التقدميون الوحدويون وبقي ينشط من خلاله إلى أن أسّس مع رفاقه حركة الوحدويين الناصريين سنة 2005، وقد كانت هذه حركة سرّيّة محظورة بقيت تعمل في الخفاء حتّى قامت الثورة التونسية سنة 2011، فأسّس بعدها حركة الشعب وأخذ أمانتها العامّة. فاز في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي كنائب عن حركة الشعب في دائرة سيدي بوزيد، حتّى استقال منها في مطلع شهر جويلية 2013 ليشارك في تأسيس في 7 جويلية حزب التيار الشعبي الذي التحق حديثا جدا بائتلاف الجبهة الشعبية. طوال مسيرته السّياسيّة، اعتقل محمد براهمي مرّتين سنتي 1981 و1986 وبرّأته المحكمة .
و كان البراهمي يحظى بشعبية كبيرة في ولاية سيدي بوزيد، مسقط رأسه، وكانت شعبيته سببا في وصوله إلى المجلس الوطني التأسيسي نائبا عن الولاية. وعرف البراهمي بمواقفه المنتقدة لحركة النهضة والإخوان المسلمين.
وكان يحمل حركة النهضة مسؤولية تدهور الأوضاع في تونس، كما أنحى عليها باللائمة سياسيا وأخلاقيا في اغتيال شكري بلعيد.
اُغتيل الشهيد محمد البراهمي في 25 جويلية 2013 في حدود السّاعة منتصف النّهار و10 دقائق أمام منزله في حي الغزالة بولاية أريانة بعد أن وُجهت له أربع عشرة طلقة نارية، ستة طلقات في الجانب العلوي من جسده وثمان طلقات في رجله اليسرى، على مرأى ومسمع من أبنائه الـ5 وزوجته وبعض جيرانه. من مسدس عيار 9 ملم. حيث أطلق ارهابيانكانا يمتطيان دراجة نارية النار على براهمي وهو أمام مقود سيارته وقد تهشم زجاجها الأمامي. ونُقل لمستشفى محمود الماطري حيث توفي.