بعد أن كانت وسائل الإعلام تبث منذ السنوات الأولى من الاستقلال تمثيليات إذاعية وتلفزية وبرامج تثقيفية وأغنيات تعمل على حث المواطن على إحكام العقل والكف عن اتباع الشعوذة والخرافات، ها أننا نشاهد في الفترة الأخيرة برامج في بعض المحطات التلفزية تشجع على “بخور الفاسوخ” لدعم الطاقة الإيجابية” و “استعمال الشب لإبعاد الوكس والنحس والسحر”، وما إلى ذلك من النصائح” المقدمة إلى المشاهدين، بتواطؤ حماسي من مقدمي البرامج الذين يبدون اقتناعا تاما بالطب الرعواني، بل ويسعون إلى إقناع المشاهدين بصحته ووجاهته.
وإذ يُندّد المرصد الوطني للدفاع عن مدنية الدولة بشدة بهذا المنحى الذي تتخذه بعض وسائل الإعلام والاتصال والذي يسعى إلى سيطرة الخطاب المتخلف على الخطاب العقلاني المستنير، فإنه يُنبه إلى خطورة هذه النوعية من البرامج على المجتمع ويدعو بالحاح إلى منعها حالا، وتعويضها ببرامج توعوية وتثقيفية وترفيهية راقية، تثمن مكانة العلوم الصحيحة والعلوم الإنسانية الحديثة وإعمال العقل، حتى نضع حدا لثقافة الخرافات التي خلنا أننا تخلصنا منها منذ ما يزيد عن الستين سنة.
ويدعو المرصد إلى إعادة هيكلة الهيئة العليا المستقلة للاتصال
السمعي والبصري حتى تواصل مهامها في تعديل المشهد الإعلامي لجعله يرتقي إلى المستوى المطلوب. كما يدعو النخبة التونسية لتلعب دورها كاملا كقاطرة لتثقيف الشعب وتنويره في اتجاه الحداثة والمدنية.
عن المرصد الوطني للدفاع عن مدنية الدولة