أخبار مدنية

جمعيّة النّساء الدّيمقراطيات تندّد بالمدّ العنصري الفاشي الذي بدأ ينتشر في بلادنا

أصدرت الجمعية التّونسية للنّساء الدّيمقراطيات بيانا قالت فيه انها تتابع بانشغال عميق تنامي مظاهر التّمييز العنصري ببلادنا ، وخاصّة منها تلك التي تستهدف المهاجرين والمهاجرات الأفارقة والإفريقيات من جنوب الصّحراء وحتّى التّونسيون والتونسيات من أصحاب وصاحبات البشرة السوداء.
وقالت الجمعية ان إحساسا عميقا بالعار يكتنف كل التونسيات والتونسيين المتشبعين بروح الأخوة الانسانية والتضامن بين الشعوب من الخطاب العنصري الذي صدر من رئاسة الجمهورية في بلد ساهم من مواقع متقدمة في تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية/الاتحاد الافريقي والحاضن لأوّل منظمة إفريقية للدّفاع عن حقوق الإنسان وألغيت فيه العبودية منذ قرون.
واضافت الجمعية إنّ خطاب الكراهية والعنصرية الصّادر من أعلى هرم السلطة وانسياقه وراء حملات فايسبوكية يكشف عن هويّتها العنصرية الفاشية البشعة المتماهية مع التيار اليميني المتطرف الزاحف عالميا، نفس المرجعية المؤامراتية، ونفس المفاهيم والمفردات القائمة على نظرية التفوق العرقي للأبيض التي تقُودُ الفاشيين العنصريين أينما كانوا… وهو دليل قاطع على تداعي مقوّمات الدّولة التّونسية المدنية ، والقيم التي راكمها شعبنا في انحيازه للقضايا العادلة وفي مقدّمتها القضية الفلسطينية وقضية شعب جنوب إفريقيا باعتبارهما من أهم قضايا الفصل والتمييز في الوقت الراهن، وهو ما دوّنته الجمعية النسوية في ميثاقها التأسيسي.
و نددت الجمعية في بيانها بهذا المدّ العنصري الفاشي الذي بدأ ينتشر في بلادنا، وتحذّر من خطاب الكراهية والدّعوات العنصرية التي يبثها اليمين الفاشي في كلّ أصقاع العالم وأساسا في أوروبا حيث يواجه فيها شبابنا شتى أنواع العنف والتمييز والتنكيل والدولة لا تحرّك ساكنا.

كما اعتبرت ان حق التنقّل حقّ طبيعي لكلّ البشر، وكلّ انتهاك وتقييد له من أنظمة الحكم سواء في أوروبا ضدّ المهاجرين والمهاجرات وفي مقدمتهمنّ التونسيين والتونسيات أو في تونس ضد المهاجرين والمهاجرات الأفارقة هو عمل إجرامي لم نتوقف يوما عن إدانته والتشهير به.

و عبرت عن تضامنها ودعمها للمهاجرات والمهاجرين الأفارقة اللاّتي عنّفن والذين عنّفوا أو وقع الاعتداء عليهم.نّ بأي شكل من الأشكال وفي أي فضاء مورس فيه هذا العنف.
و دعت إلى فتح تحقيق في كل الاعتداءات المسلّطة على المهاجرات والمهاجرين والتّنسيق مع كلّ المنظّمات الحقوقية والنّسوية في رصد الانتهاكات التي يتعرضون ويتعرضن لها ومتابعتها.
كما توجهت بالنّداء إلى كل التّونسيات والتونسيين من أجل مقاومة هذه الدّعوات والتّصدي لها بكل الوسائل السلمية وتعزيز حماية الحرّيات والحقوق الإنسانية لكلّ البشر دون أي تمييز، واحترام التزامات الدّولة التّونسية إفريقيا ودوليا في حماية وتعزيز منظومة حقوق الانسان.
و أضاف البيان إنّ تونس “إفريقية” وهو اسمها الذي تعمّم على كلّ القارّة السّمراء، ستبقى إفريقية، تحمل في ثقافتها و وجدانها “باتريس لوممبا” و”مريام ماكبا “و”مانديلا”، وتخجل من هذه العنصرية الفاشية الزّاحفة، كما تؤكّد اعتزازها بانتمائها إلى شعوب المقاومة والتحرر والانعتاق .
Skip to content