اختارت الفنانة البصرية والباحثة ريم سعد أن ترسم خارطة تونس تزامنا مع عيد الجمهورية في رسالة مفادها أن الوطن متعدّد ومتنوع ويتسع للجميع، بعيدا عن التناحر والتجاذب، وفِي تأكيد أيضا أن الاختلاف مبدأ يثري ويجمع ولا يفرّق. حيث عبّرت عن رسالتها الفنية من خلال تقنيتها الرائدة الفسيفساء المائية الضوئية.
وبألوان متعددة متوّلدة في تأكيد فني على مفهوم التعدد والنوع.
في لوحتها التي أطلقت عليها اسم الوطن ألغت ريم سعد كامل الحدود والتقسيمات الادارية بين ولايات الجمهورية في تأكيد أن تونس على تعددها وتنوعها واحدة ولا تقبل القسمة وهي أكبر من ما قد يقسّمها.
وتؤكد الفنانة ان تقنية Les aquarelles introspectives تقوم على الفن التوليفي الذي يربط بين العديد من الفنونً والمذاهب الفكرية والروحية..
وهي أيضا تقنية تقتضي الكثير من الصبر والعمل الجاد والدؤوب والشغف، وتلك القيم أيضا ما يستحقها الوطن حتى يكون أرضا أرحب تتسع للجميع على اختلافاتهم. كما تؤكد ريم سعد أن نظام الانسان اليوم قائم على الضغط في مختلف ابعاده ومستوياته، وأن بهذه التقنية تعلّمت أن الصبر وعدم الاستسلام لليأس والاحباط هو ما يُخرج عملا فنيا مؤسسا وهو ما يستحقه الوطن وما يزرع أيضا السلم الاجتماعية ويبني مجتمعا يؤمن بمشروع مشترك على اختلافاتنا، مشروع يُعلي الحلم والحب والايمان بغد أفضل رغم كل شيء. كذلك تضيف الفنانة البصرية أنه لا بد لمن يحمل مشعل الفن أن يهبنا الأمل خلال الفترات التاريخية والسياقات التي تسجّل نبض الشعوب بما يمكن أن يؤسس لمضامين ثقافية وفكرية وروحية.
وتفتح ريم سعد المجال لكل من يرغب في مواكبة سلسلة ملصقاتها في فن الشارع أن ينضم الى مبادرتها، من خلال تنظيم “خرجات” مشيا على الاقدام او باستعمال الدراجات الهوائي في تحسيس بقضايا البيئة وضرورة المحافظة على المناخ.
ريم سعد فنانة بصرية تربوية ومؤسسة لـ”شمعدان للورشات المتنقّلة”. قامت بالعديد من المعارض الفردية والمبادرات الفنية وشاركت في أخرى جماعية في تونس وخارجها.