مقالات

فيروس كورونا: وضعيات اجتماعية وإنسانية صعبة للمهاجرين في تونس

هاني ابراهمي

تزايد عدد أفارقة جنوب الصحراء القاصدين في تونس للدراسة أو العمل في الأعوام القليلة الماضية، غير أنّ الهجرة غير نظامية جعلت هذه الأعداد ترتفع شيئا فشيئا، مخلّفة وضعيات اجتماعية وإنسانية صعبة، زادتها جائحة كورونا تعقيدا.

قمنا بالعديد من اللقاءات مع مهاجرين من أفارقة جنوب الصحراء في ولاية صفاقس، كانوا من حاملي الجنسية الإيفوارية والغانية والبوركينية والسينيغالية. تمحورت اهتماماتهم في العمل فترة في تونس وجمع موارد مالية تمكنهم من الهجرة إلى البلدان الأوروبية وخاصة إيطاليا، طبعا هي أيضا هجرة غير نظامية في أغلب الأحيان، يختارون طريق البحر صحبة “الحراقة” التونسيين الذين يطلبون منهم مبالغ مالية تتراوح بين ثلاثة آلاف دينار وخمسة آلاف دينار للشخص الواحد وذلك حسب “موسى” وهو إيفواري جاء إلى تونس صحبة زوجته وابنته التي تبلغ سنة واحدة.

دخول غير نظامي الى تونس

وحول طريقة دخولهم إلى بلادنا، أكد أغلبهم أنهم تسللوا لتونس عبر بن قردان ومعبر الذهيبة بالجنوب التونسي، ثم تنقلوا بين الولايات من الجنوب إلى الشمال ومن الشرق إلى الغرب على غاية الحصول على وضيفة ولو كانت بسيطة يجنون منها بعض الدنانير، حيث ازداد توافدهم بعد فتح الحدود في أواخر شهر جوان الماضي بعد انفراج الأزمة الصحية نسبيا انذاك.

وأكد هؤلاء الوافدون أنهم لم يتعرضوا إلى مضايقات من قبل الأمن التونسي، حيث تقول “أديسا” وهي شابة غانية جاءت الى تونس منذ 7 أشهر أن الأمن التونسي يعلم جيدا أنهم لا يملكون أية وثائق رسمية أو بطاقات إقامة.

أزمة كورونا عمقت الظاهرة

وساهمت أزمة تفشي فيروس كورونا في بلادنا في الأشهر الأخيرة وما واجهته تونس من صعوبات اقتصادية في مختلف القطاعات في تسريح عدد كبير من اليد العاملة التونسية واستقطاب اليد العاملة الافريقية التي تقبل العمل بأجور زهيدة.

ظروف تشغيل قاسية

ويقول “مامادو” وهو شاب يبلغ 29 سنة ويحمل الجنسية السينيغالية أنه يعاني من سوء معاملة مؤجريه مثله مثل سائر العمال الأفارقة في تونس، اذ قال أن المشغلين يقومون بالتفرقة في التعامل بین العامل التونسي الذي يعمل لسبع أو ثماني ساعات في المصانع

مقابل أكثر من عشر ساعات للأفارقة. وأضاف محدثنا “رغم هذا الاستغلال لا يمكننا تحريك أي ساكن بسبب وجودهم غير القانوني” .

إناث وذكور على حد السواء

ولا يقتصر تشغيل الأفارقة على الذكور منهم، بل أن للإناث نصيب فأغلب الذكور يعملون في أشغال البناء والمصانع بإختلاف اختصاصاتها وجني الزيتون والفلاحة وحتى الصيد البحري رفقة مراكب الصيد الكبرى وغيرها من المهن الشاقة خاصة تلك التي تحتاج جهدا بدنيا كبيرا.

أما الإناث فيشتغلن كمعينات منزليات للعائلات الثرية أو حتى المتوسطة أحيانا باعتبار أنهم يتقاضون أجرا زهيدا كما أسلفنا الذكر، ورغم ذلك ان عددا هاما من النساء يشتغلون رفقة أزواجهم في المصانع وحتى بعض المطاعم العادية اذ أن بعض المشغلين يمنحونهن الأولوية على حساب التونسيات بسبب أجرهم الزهيد وساعات العمل الطويلة التي يقبلون بها ولو أنهن مجبرات.

Skip to content