عبير السعيدي
صحفية
تختلف قصص المهاجرات الفارات من العنف المسلط عليهن في بلادهن ولكنها تشترك في تعرضهن إلى مختلف أنواع العنف الاجتماعي والجنسي المتزايد يوما بعد يوم والمتفاقم في مختلف جوانب حياتهن.
عدد من المهاجرات الهاربات من بلدانهن اللاتي اجتزن الحدود التونسية خلسة واخترقن قوانين البلاد التي تشترط أن تكون لديهن أوراق هوية ويكون وجودهن قانونيا لكن بعضهن تعتبرن أن تونس منطقة عبور إلى بلد آخر.
ومع تفاقم هذه الظاهرة التي باتت تثير قلق ومخاوف الحقوقيين والحقوقيات بادر مركز البحوث والدراسات والتوثيق والإعلام حول المرأة (كريديف) وبالشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان، بتنظيم النسخة الثانية من تظاهرة مناهضة العنف ضد المهاجرات والأشخاص الذين يعيشون أوضاعا هشة تحت شعار “كلنا بشر” انطلاقا من اليوم الثلاثاء 14 جوان 2022 ولمدة 7 أيام بولاية صفاقس.
وفي هذا السياق صرحت مريم أولاد الشايب ممثلة عن”كريديف” للجريدة المدنية أن هذه المبادرة تندرج صلب العمل الإنساني وترمز للمبادئ الكونية لحقوق الانسان ولوحدة الإنسانية جمعاء مهما كانت الوانهن وأشكالهن قصد توعيتهن بظاهرة العنف ضد النساء عامة والمهاجرات خاصة وتكمن خصوصية هذه المبادرة في خلق ديناميكية محلية لاقتراح صيغ وأشكال جديدة لمناصرة وتوعية المهاجرات خاصة في ظل وجود عديد الانتهاكات الجسدية والميز العنصري زد على ذلك غياب الرعاية الصحية لهن.
الإستماع لقصص واقعية للاجئات:
تعتبر الهندسة المباشرة الجزء الأول الجديد في الدورة من خلال إنشاء المكتبة البشرية وهي شكل من أشكال اللقاءات المخصصة للاستماع والتبادل الحر والتوعية، كما تحتوي هذه المكتبة على قصص لأربع نساء من جنسيات مختلفة ناجيات من العنف، وهي قصص روت من خلالها صاحباتهن ما تعرضن له من اضطهاد و سوء للمعاملة.
الجانب الاجتماعي والنفسي للعنف وتداعياته بالخصوص :
يتمثل الجزء الثاني من الدورة في معرض للحرفيات المهاجرات يضم حوالي 15 مهاجرة يحتوي على منتوجات وحرف تعلمنها في بلداهن من أجل تحقيق اندماجهن في سوق الشغل لتحقيق الاضافة النوعية والاستفادة من خبراتهن التي اكتسبنها في بلدانهن وإبراز التمكين الاقتصادي كوسيلة لمناهضة التمييز.
كما تسعى هذه المبادرة إلى خلق إطار قانوني وطني يتعلق بالقضاء على العنف وكل أشكال الاضطهاد ضد المهاجرات والمساهمة في التعريف بالمؤسسات والهيئات التي تهتم بإيوائهن ومرافقتهن لحمايتهن من العنف وتقديم يد العون لهن وخدمتهن في أحسن الظروف ايمانا من المبادرين بالعمل الإنساني المشترك بين مختلف الهياكل والهيئات.
