مقالات

كوفيد19 يحرم الجمهور من المهرجانات الصيفية

خليل بن صالح

ألقت جائحة كورونا بظلالها على قطاع الثقافة والفنون، حيث أغلقت المسارح وألغيت المهرجانات على غرار مهرجان قرطاج الدولي، الذي لم يستقبل جمهوره وهي سابقة منذ تأسيسه.

ففي أواخر شهر ماي الماضي واثر جلسات عمل جمعت وزارة الشؤون الثقافية بأعضاء من اللجنة العلمية لمتابعة انتشار هذا الفيروس تقرر تأجيل دورة 2020 من المهرجان للعام المقبل. تأجيل رأى من خلاله عماد العليبي مدير الدورة 56 لمهرجان قرطاج الدولي فرصة لمزيد العمل على برمجة متكاملة وخطة اتصالية واستراتيجية جديدة للمهرجان باعتباره لأنه تظاهرة وطنية ودولية عريقة تحتاج للكثير من الوقت للتنظيم التقني واللوجيستي.

الحال لم يتغير كثيرا في ولاية الكاف، فبعد أخذ ورد تقرر إلغاء عديد المهرجانات التي كانت مبرمجة هذه الصائفة والتي انطلق القائمون عليها في إعداد مختلف السهرات والعروض.. هذا الإلغاء من شأنه أن يلحق ضررا بمختلف المتداخلين بالشأن الثقافي بالجهة من فنانين ومسرحيين وتقنيين وغيرهم..

وفي هذا الإطار قال رمزي الجبابلي مدير مهرجان ” سيكا جاز” الذي ينتظم بمدينة الكاف في شهر مارس من كل عام إنّ تأجيل الدورة سيخلق عديد الصعوبات المالية خاصة بعد إلغاء العروض الأجنبية التي تستقطب جماهير غفيرة وتأخير هذه الدورة إلى شهر أكتوبر القادم سيربك استقراره خاصة مع إلغاء العروض الخارجية وما يترتب عنه من إلغاء الحجوزات مما سيخلق انعكاسات خطيرة على التوازنات المالية للمهرجان..

وأكد نعمان الحباسي المندوب الجهوي للثقافة بالكاف من جهته أن هناك عديد المساعي المبذولة لإنقاذ الموسم الثقافي رغم الجائحة التي أصابت المهرجانات والأنشطة الثقافية بالشلل التام وأضاف أن الحرص على الإنقاذ وقع دراسته بمشاركة مختلف الأطراف حتى تكون فرص النجاح ناجعة ووفق البروتوكول الصحي.

أما في الحمامات فقد أعلن المركز الثقافي الدولي دار المتوسط للثقافة والفنون منذ يوم 5 ماي 2020عزمها الحفاظ على تنظيم الدورة 56 لمهرجان الحمامات في نسخة تونسية خالية من الأجانب تحت عنوان “سهريات صيف 2020” والتي انطلقت يوم السبت 25 جويلية وستتواصل لغاية 22 أوت 2020..وبرّر المشرفون على المهرجان أنّ هذا القرار ورد في إطار التكيف مع المستجدات العالمية في الظروف الاستثنائية التي تعيشها سائر دول العالم جراء انتشار فيروس كورونا واستحالة تنظيم العروض الأجنبية في الآجال المناسبة بالنسبة للنسخة 56 لمهرجان الحمامات الذي لا تتعدى طاقة استيعابه 1000 شخص.

من ناحيته أكّد يوسف الأشخم المدير العام للمؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية أن المهرجانات الصيفية لن تشهد مشاركات أجنبية نظرا لضيق الوقت إضافة للتخوف من التجمعات الكبرى رغم البروتوكول الصحي الخاص بالمهرجانات والتنسيق المتواصل مع وزارة الصحة

هذا وبرمج القائمون على المهرجان 30 عرضا موزعا على 26 سهرة يحتضنها ركح مسرح الحمامات بحضور حُدد وفق البروتوكول الصحي ب350 شخصا فقط رغم طاقة الإستيعاب المقدرة بألف متفرج.

وفي عاصمة الجنوب تقرر إجراء مهرجان صفاقس الدولي رغم الصعوبات المادية ورغم الوضع الصحي الراهن في البلاد إلا أنه وبعد عودة ظهور الإصابات المحلية لفيروس كورونا وتفاعلا مع مستجدات الوضع الوبائي في البلاد أعلنت هيئة المهرجان بعد التشاور مع والي صفاقس بصفته رئيس اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث، إلغاء الدورة 42 لمهرجان صفاقس الدولي التي كانت مقررة خلال الفترة الممتدة من 15 أوت إلى 26 أوت 2020 وذلك حفاظا على صحة وسلامة رواد المهرجان وتحسبا لانتشار العدو حسب ما أفادنا به مدير المهرجان محمود داود، الذي أضاف أنّ هذا القرار جاء رغم انتهاء الهيئة من وضع اللمسات الأخيرة على البرمجة واستكمال الاستعدادات التقنية واللوجستية معربا عن أسفه لهذا القرار مؤكدا على ضرورة تغليب المصلحة العامة.

Skip to content