أخبار مدنية

متلقو اتصالات المتشككين في اصابتهم بفيروس كورونا: متطوعون قدموا الكثير بعيدًا عن الأضواء

• الصورة: وكالة الأناضول
بقلم: علاء حمّودي

هو واحد من عشرات ملبي النّداء الذين لم يتأخروا في التّطوع لتلقي اتصالات المواطنين على الرقم “190” الذي خصصته وزارة الصّحة للاستفسارات في خصوص فيروس كورونا المستجد منذ ارتفاع عدد الإصابات منتصف شهر مارس بداية العام الحالي.

مهدي تريمش، طالب الطّب بجامعة تونس، التقيته ذات ليلة بقسم المساعدة الطبية الاستعجالية بتونس(SAMU) أين تم تركيز وحدة اتصالات تضم متطوعين بين أطباء خارج أوقات العمل وممرضين وطلبة طب وصيدلة لإرشاد متصلين أصابهم الهلع، يسألون عن حالة مرضاهم، غير قادرين على تحديد خطورة حالاتهم وإمكانية تدخل القسم بإرسال سيارة إسعاف وطاقم طبيٍ في أسرع وقت.

آلاف الاتصالات يوميًا.. وتخفيف توتر المتصلين أولوية

أكدّ مهدي أنه وكغيره من المتطوعين لتلقي الاتصالات بالمركز وككثرين بمراكز مختصة في تلبية اتصالات نداء الاستغاثة “190” الخاص بالاستفسارات المتعلقة بفيروس كورونا. أكدّ أن الأمور انتقلت في وقت سريع إلى حالة استنفار بالقسم، حيث لم تكن الاتصالات تتعدى العشرات أو المئات في أقصى الحالات لتبلغ الآلاف يوميًا في الفترة الممتدة من منتصف شهر مارس وحتى الأسبوع الثاني من شهر ماي الماضيين.

يقول مهدي الذي تطوع لتقديم العون والمساهمة في تخفيض توتر المتصلين وارشادهم للوجهة المناسبة سواء بملازمة المنزل أو تحويلهم إلى وحدة إدارة الأزمات المتواجدة على مقربة من غرفة تلقي الاتصالات بقسم المساعدة الطبية الاستعجالية بتونس العاصمة، والتي تضُم أطباء من اختصاصات مختلفة ومشرفين يوجهون المتصلين إما بطمأنتهم بأن الحالة غير خطيرة أو أن يَجهزوا سيارة الإسعاف في أسرع وقت.

مناوبات عمل لساعات طويلة

غرفة الاتصالات بقسم المساعدة الاستعجالية يضم عادة 12 متلق للاتصالات يعملون في مناوبات ويقضي يعضهم 24 ساعة بالمركز وآخرون 12 ساعة شأنهم شأن الإطارين الطبي وشبه الطبي.. والعمل يكون بنظام التّناوب حتى لا يحدث شُغور.. القسم كان يكتفي بستةِ خطوط لتلقي الاتصالات ليرتفع العدد زمن الجائحة، وفي فترة الذروة بين منتصف شهري مارس وماي إلى عشرة أضعاف، وبقرار من وزارة الصّحة، حيث لم يتوقف سِتُون خطًا عن الرنين طيلة ساعات اليوم..

ويشير “مهدي” إلى أن الاتصالات كانت لا تنتهي وأن الخطوط شهدت ازدحامًا لأيام، موضحًا بأن الجميع اجتهد قدر الإمكان، مؤكدًا بأن أكثر المتصلين كانوا في حاجة فعلًا لإرشاد طبي وبعضهم أصاب في طلب خدمة التّدخل السّريع للإنعاش، مضيفًا أن المتصلين هم أشخاصٌ كانوا يشُّكُونَ في انتقال عدوى الفيروس إليهم أو لأفراد عائلاتهم وآخرون طلبوا التدخل الاستعجالي لحوادث متعددة، أو لتحديد مواعيد بالمستشفيات العمومية، هذا إضافة إلى من وصفهم بـ”العابثين” الذين اتصلوا “للهو وتمضية الوقت فقط في فترة الحجر الصّحي” على حد تعبيره.

فيلق منسي من الجيش الأبيض

من جهتها قالت الأستاذة المبرزة في الطب الاستعجالي، الدكتورة سعيدة الزلفاني، إن خدمة القسم انقلبت 180 درجة في فترة الذّروة والتدخل الاستعجالي لتلبية النداء، وارتفع عشرات أضعاف وأكثر في أيام محددة، مشيرة إلى أن العمل مترابط بين متلقي النداء والإطارين الطّبي وشبه الطّبي، ودور متلقي الاتصالات مهم جدًا حيث يجهزون الجذاذات الطبية للمتصلين ليتم توجيههم طبيًا وبطريقة سريعة حفاظًا على حياة الحالات المتصلة.

لقد كان دور مهدي ورفاقه من المتطوعين مهمًا في التوجيه والحدّ من حالات التّوتر والخوف من الإصابة بالفيروس والتّوعية بطرق التّوقي من المرض والإسراع في توفير سيارات الإسعاف والتّدخل السريع للحالات المؤكدة لتضييق دائرة الإصابات والحد من انتشار العدوى..

Skip to content