مقالات

هل يعيد البرتوكول الصحي عشّاق دور السينما؟

صاربرين بصير


فتحت قاعات السينما أبوابها من جديد لاستقبال روّاد الفن السابع، بعد إغلاق الفضاءات الثقافية طيلة أشهر ما جعلها تشهد ركودا حادا، كما حتّمت هذه العودة ضرورة احترام مقتضيات البروتوكول الصحي الذي تمّ وضعه على ذمة أصحاب القاعات.

أغلقت قاعات السينما أبوابها أمام روّادها بسبب الخوف من تفشي فيروس كورونا، إجراء خلّف العديد من الإشكاليات لدي مديري هذه القاعات.
حيث أكد أحمد دڨيش مدير إحدى قاعات السينما بالعاصمة أنّ هنالك قاعات سينما أغلقت أبوابها نهائيا لتكبدها خسائر مادية طيلة فترة الغلق دامت لثلاثة أشهر، واعتبر دقيش أنّ وزارة الثقافة لم تساندهم ومازالوا ينتظرون الدعم لتفادي الخسائر والأضرار التي لحقت بهم.
“مشكي وعاود” للمخرج قيس شقير، وتمثيل كل من بسام الحمراوي جعفر الڨاسمي وكريم الغربي، شهد خلال الأيام الأولى من عرضه، إقبالاً جماهيرياً غفيراً، لكنه كغيره من الأفلام لقي انتكاسة بسبب أخبار الإصابة بفيروس كورونا وحالة الخوف التي أصابت الكثير من التونسيين.
“طلامس” للمخرج علاء الدين سليم، ومن تمثيل الممثلة التونسية سهير بن عمارة من الأفلام التي تضررت أيضا بسبب كورونا فمنتج الفيلم ومخرجه وجدت صعوبة في تحديد تاريخ عرضه، فالتردد بين تأجيل العرض خوفا من تزامن عرضه مع شهر رمضان الذي يخف فيه الإقبال على الدور السينمائية، أو إرجاءه إلى ما بعد فصل الصيف ظنا منهم أنه قد يسبب خسائر كبرى للفيلم.

عدّة أفلام سجّلت خسائر مادية فادحة تم برمجتها  في برمجة قاعات السينما مباشرة بعد تعليق قرار غلق الفضاءات الثقافية يوم 14 جوان وعودة الحياة لقاعات السينما علهم يحققون ربحا ولو ضئيلا في ظل ضعف الإقبال بسبب الخوف من الجائحة.
 
لكن الأزمة لم تكن عائقا أمام شركة “Netflix” التي تأسست  منذ 1997 وتخصصت آنذاك في بيع وتأجير الأقراص المدمجة للمسلسلات الدرامية والأفلام السينمائية، والتي أصبحت اليوم وبفضل جائحة كورونا تتربع على قائمة شركات الترفيه الأكثر شهرة في العالم باعتبارها من أبىز المنصات الرقمية العالمية، وذلك لما أحدثته من تطورات كبيرة في محتواها المقدم خلال أزمة كورونا التي شهدها العالم.
فقد ارتفعت نسبة المشتركين فيها بمقدار 15.7 مليون مشترك خلال الأزمة نصفهم تقريبا في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، ليبلغ العدد الإجمالي للمشتركين حوالي 183 مليون مستخدم حول العالم.
مستغلة التزام أغلبية شعوب العالم بالحجر الصحي توقيا من تفشّي فيروس كورونا، عدّلت الشركة التي تتخذ من كاليفورنيا مقرا لها محتواها الذي قدمته خلال فترة الجائحة وأضافت حوالي 40 فيلما عربيا من بينها أربعة أفلام روائية طويلة من تونس أُنتجت في الفترة ما بين 2017 و2019.
وفي أول تعاون بين مخرجين تونسيين و”Netflix” للبث التدفقي (streaming)، عرضت  المنصّة الأميركية أعمالا سينمائية من تونس وكانت البداية ببث فيلم “على كف عفريت” لكوثر بن هنية في شهر ماي تلاه عرض فيلم “دشرة” يوم 6 جوان الفارط أول فيلم رعب تونسي للمخرج عبد الحميد بوشناق.

Skip to content