مقالات

أزمة قطاع الفلاحة في الساحل، شُحّ المياه وغياب سياسات التدخل والدعم

إيناس الهمامي
صحفية

التقت “الجريدة المدنية” السيد حسان باللطيف، رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحين بسوسة، الذي طالب بالتدخل الفوري لإنقاذ المناطق السقوية بسيدي بوعلي، خاصة و أن الحفريات التي تم إحداثها أثبتت عدم نجاعتها نظرا لملوحة المياه الباطنية.  وقدم اللطيف جملة من المقترحات أهمها خلق مشروع لتحلية المياه بالإعتماد على الطاقة المتجددة بهدف إعادة إحياء منطقة سيدي بوعلي.

 ويرى المسؤول الجهوي لاتحاد الفلاحين أن تغيير نمط الفلاحة بزراعة الخضر الشتوية عوضا عن الزراعات الصيفية والتي تعرف بالاستهلاك المكثف للمياه يمكن أن يكون حلا مؤقتا لمجابهة قلة المياه و العامل المناخي الصعب الذي شهدته جهة الساحل خلال السنوات الأخيرة.

وسبق أن اقترح اللطيف على الفلاحين المتضررين تغيير النشاط الفلاحي، ولو ظرفيا،

 من الزراعات الخضرية إلى تربية الأبقار و العجول لكن جوبه المقترح بالرفض ومرد ذلك أن تربية الأبقار تعيش بدورها العديد من المشاكل خاصة غلاء الاعلاف إلى جانب مسألة التوريد العشوائي للحوم. 

كما يعيش الفلاح أزمة غلاء مدخلات الزراعات السقوية من أمونيتر و أدوية و يد عاملة و يجد نفسه اليوم بمثابة صندوق تعويض للمواطن التونسي إثر تحديد وزارة التجارة و الحكومة سقفا لبيع الخضروات دون اعتبار المصاريف التي تكبدها الفلاح.  وقد تحولنا إلى منطقة سيدي بوعلي لمعاينة الأضرار التي لحقت ببعض الفلاحين نتيجة قلة المياه وتحدثنا مع أحد الفلاحة. 

أزمة الأعلاف

تقدر حاجيات سوسة من الأعلاف المدعمة بنحو 2200 طنا شهريا إلا أن الولاية لا تتحصل إلا على  1500 طنا وهذا النقص يخلق إشكالا لدى الفلاحة. وقد ولوح فلاحو معتمدية مساكن اليوم الأربعاء غرة ديسمبر بغلق طريق احتجاجا على قلة الأعلاف وفق اللطيف.

تراجع صابة الزيتون

تراجعت صابة الزيتون للموسم الفلاحي 2021-2022 بنسبة 25% مقارنة بتقديرات الإدارة الجهوية للفلاحة ب 80 ألف طن ويرجع ذلك إلى الظروف المناخية و ندرة التساقطات المطرية.

حول تداعيات ندرة الامطار على الزياتين أكد رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحين

أن نوعية الزيتون غير جيدة بعد أن أصابها الجفاف و يبست بحكم ارتفاع الحرارة وهذا ما أدى إلى تراجع جودة زيت الزيتون وذلك خلال انطلاق موسم جني الزيتون 3نوفمبر 20210 مؤكدا في السياق ذاته أن فترة  البرد التي  تعيشها الجهة حسنت من نوعية الزياتين.

مأزق قطاع الحبوب

 

تعددت أزمات القطاع الفلاحي وغابت حلول الدولة و سلطة الإشراف فبعد المناطق السقوية و أزمة الأعلاف والزياتين نجد أن الفلاح يعاني حتى عند بيعه الحبوب لديوان الحبوب إذ يبلغ سعر القنطار 85دينار حسب الجودة وبعد ضغط من الاتحاد الوطني للفلاحة و الصيد البحري تم الترفيع في سعر القنطار ليصل إلى نحو 100دينار غير أنه، وفق رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة بسوسة حسان اللطيف، لا يفي بالغرض إذا ما تم مقارنته على مستوى دولي 85دولار القنطار الواحد أي ما يعادل 250دينار من العملة المحلية 

وشدد محدثنا على ضرورة تحفيز الفلاح عبر  دعم الإنتاج المحلي و تمكينه  من تحقيق أرباح مريحة

Skip to content