أخبار مدنية

“إعلام حُرّ “دفاعا عن الحقوق الفردية

– مالك الزغدودي –

داخل أسوار المدينة العتيقة، حيث تمتزج عراقة المباني بجمال المعمار العربي والأندلسي والتركي… تنوع أضاف رونقا خاصا للمكان. احتضن فضاء دار باش حامبة، عشية الجمعة 4 جوان (وهو أحد المنازل التاريخية التي أعيد ترميمها وتهيئتها لتحتضن عددا من الأنشطة الثقافية والفنية) تظاهرة “إعلام حر” في دورتها الرابعة لتقديم جوائز تشجيعية للصحفيين المدافعين على منظومة حقوق الإنسان في شموليتها والحريات الفردية بوجه خاص.

وهذه الجائزة من تنظيم الجمعية التونسية للدفاع عن الحريات الفردية. وهي جمعية تأسست بعد الثورة تحديدا في 7 مارس 2011. وعملت الجمعية من خلال أنشطتها وإصداراتها البحثية على دفع تطور واقع حقوق الإنسان في تونس. وجائزة الإعلام الحر هي واحدة من أنشطة الجمعية الداعمة للإعلام الحر والصحافيين المؤمنين والمدافعين على قيم الحريات الفردية والعامة.

كان الخبر السار هذه المرأة هو تتويج ثلاثة أقلام نسائية بجوائز أفضل الأعمال المتعلقة بالدفاع عن الحريات الفردية لسنة 2020 وهي دورة مشتركة بين الجمعية التونسية الحريات الفردية والنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين.

وتم الاقتصار هذه السنة وهي بالمناسبة متزامنة مع مرور عشرة سنوات على تأسيس الجمعية، على فئة الصحافة المكتوبة باللغتين العربية والفرنسية. وتكونت لجنة التحكيم هذه السنة من: ريم سوودي عن النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين والصحفي إلياس الغربي والحقوقية آمنة قلالي.

أسندت لجنة التحكيم الجائزة الأولى إلى الصحفية بموقع نواة رحاب بوخياطية عن مقالها باللغة الفرنسية الصادر بتاريخ 4 نوفمبر 2020 تحت عنوان :  “Ripostes féminines contre l’impunité des violences cybernétiques”

وفازت أروى العبيدي بالجائزة الثانية عن مقالها الصادر بموقع انكفاذا بتاريخ 07 نوفمبر 2020 وتحت عنوان 7 NOVEMBRE 1987 DEUX PRÉSIDENTS, DEUX UNES “

أما المرتبة الثالثة فكانت من نصيب الصحفية بموقع بيزنس نيوز عبير قاسمي عن مقالها” هل المعطيات الشخصية للتونسيين آمنة” الصادر بتاريخ 15 جوان 2020.

وكرمت الجمعية في هذه الدورة ورئيس التحرير جريدة المغرب زياد كريشان على كل كتاباته وأعماله الصحفية المدافعة على الحريات الفردية.

وبهذه المناسبة أجرت المدنية حوار مع الصحفية عبير القاسمي الفائزة بالمرتبة الثالثة.

في البداية كل التهنئة على الفوز بهذه الجائزة عبير وماهي القيم التي حاولت الدفاع عنها في مقالك المتوج؟

نفس القيم التي اؤمن بها في حياتي الشخصية. لا أؤمن بالحياد والصفر موقف، انحاز دائما لصفّ الجانب الأقل امتيازات. القيم اللي ندافع عليه منصوص عليها في الميثاق التحريري للمؤسسة ونحن ملتزمين بها أيا كان من في السلطة: العلمانية، الحرية، والعدالة.

مثلما أؤمن أن بنى الهيمنة تتقاطع وتتشابك (الانظمة القمعية، العنصرية، الأبوية، الطبقية) أؤمن كذلك أن النضال ضدها عليه أن يكون تقاطعي. كل الحقوق والحريات، لكل المواطنين.

ما هو تقييمك كصحفية مناصرة ومؤمنة بمنظومة حقوق الإنسان لواقعها اليوم في تونس؟

هي في تراجع مستمر. الفاشيون والإسلاميون والباراشوك (ائتلاف الكرامة) وهشام المشيشي (رئيس الحكومة) هم أعداء حقوق الإنسان، أعداء النساء وأعداء الأقليات.

في النهاية عبير ما هو دور الصحفي المؤمن بحقوق الإنسان خاصة أمام هذا التراجع كما وصفته حسب رأيك؟

أعتقد أن المناصرة، الإعلام، والتوثيق هي أهم أدوار الصحفي المؤمن بكونية منظومة حقوق الإنسان اليوم. فقد لا يكون لبعض الفئات المضطهدة رفاهية النفاذ إلى المعلومة، وامتياز التعبير الحر. الصحفي عليه أن يكون ملتزما بأخلاقيات مهنته وبثوابت حقوق الإنسان. كانت هذه الدورة من جائزة الإعلام الحر استثنائية خاصة أمام ما تشهده مكتسبات الحريات الفردية من تهديدات متواصلة من أكثر من جهة. وكان فوز صحفيات تونسيات رسالة أخرى على وجود جيل صحفي شاب مؤمن ومدافع على منظومة حقوق الإنسان ولن يسمح من موقعه بتراجعها.

Skip to content