أخبار مدنية

الانتخابات الايطالية وتأثيرها على الاقتصاد التونسي وعلى ملف الهجرة

صعود الشعبوية وعلاقتها بالسياسة الخارجية والعلاقات الدولية

نظم المرصد التونسي للانتقال الديمقراطي ومنظمة فريديريش ايبرت ندوة حول نتائج الانتخابات التشريعية الايطالية وتداعياتها على العلاقة بين تونس وإيطاليا اقتصاديا وفي ملف الهجرة أثثها كل من “توماتسو فيزون” الدكتور في العلوم السياسية والأستاذ المحاضر حول العقيدة السياسية بجامعة “لينك كامبس” بروما وسامي العدواني المختص في سياسات الهجرة عن منظمة فريديريش ايبرت ومحمد الصحبي الخلفاوي الباحث في العلوم السياسية ورئيس المرصد التونسي للانتقال الديمقراطي.

بدأ “توماسو فيزون”، أستاذ تاريخ العقيدة السياسية في “لينك كامبس”، مداخلته بتذكير بالسياق العالمي الذي بدونه لا يمكن تفسير انتصار الحزب “الما بعد-فاشي” “فراتيلي ديتاليا” في الانتخابات التشريعية الايطالية إذ استفاد هذا الحزب من موقعه في المعارضة لمدة 10 سنوات وكذلك من نظام التصويت الذي كان ملائما له من حيث عدد المقاعد التي حصل عليها. أما فيما يتعلق بالسياسة الخارجية فإن جورجيا ميلوني، وهي أول امرأة تشغل منصب رئيسة وزراء إيطاليا ، تعمل على تغيير صورتها على أنها “شعبوية” و “ما بعد فاشية” وذلك من خلال عدم تبنيها لخطاب سيادي مناهض لأوروبا واستمرارها في سياسة الحكومة السابقة لكن هذا السعي لإضفاء الشرعية على المستوى الأوروبي فقد مصداقيته من خلال بحثها عن الدعم الأمريكي الذي جعلته الولايات المتحدة مشروطا بخضوع إيطاليا الكامل لها،

وبحسب “فيزون” فإن هذا التناقض قد يؤدي إلى فشل أوروبي ومتوسطي. وركزت مداخلة سامي عدواني على قضية الهجرة، التي أصبحت مسألة مفزعة خاصة مع السباق المحموم من قبل دول الضفتين لقمعها ولكن وبتأثير تراكم كل الرهانات الحالية ، فإن دول ضفتي المتوسط مثل إيطاليا وتونس تعتبر أطرافا فاعلة ولكنها في نفس الوقت ضحايا لعسكرة الحدود دون أي بديل حقيقي.

بالنسبة لمحمد الصحبي الخلفاوي فإنه لن يكون من السهل تطوير نوع من النظرية الشعبوية في العلاقات الدولية بسبب غياب سياسة شعبوية موحدة. وعلاوة على ذلك، فإن إدارة العلاقات الدولية تحددها قدرة الدول على التصرف وليست الايديولوجيا. أما على مستوى الخطاب السيادي، لا يطالب الشعبويون أبدًا باحترام الحق في عدم التدخل، بل هم يطالبون بالحق في اللامبالاة كما هو مطلوب من الدول والمنظمات الدولية الأخرى. فمن بين كل هذه العوامل، لا يمكن أن يكون للشعبوية تأثير على العلاقات الدولية السياسات الخارجية تتغير مع الشعبوية أو بدونها.

تأتي هذه الندوة في سياق يعكس أهمية العلاقات التونسية الايطالية فعلى المستوى الاقتصادي أصبحت إيطاليا الشريك التجاري الأول لتونس في النصف الأول من سنة 2022، وفقًا لتصريحات دوناتيلا لاريتشي، مديرة وكالة التجارة الخارجية الإيطالية. في المقابل، زادت الصادرات التونسية إلى إيطاليا بنسبة 20.8٪ كما ارتفعت قيمة المبادلات التجارية في النصف الأول من سنة 2022 بزيادة قدرها 27.24٪ مقارنة بنفس الفترة في 2021 في حين تتكون الواردات التونسية من إيطاليا أساسا من المنتجات البترولية والمواد الخام المتعلقة بالمنسوجات والملابس والأحذية والبلاستيك والآلات المتعلقة بالصناعة الكهربائية اما في ملف الهجرة فإن وحدة المراقبة بالمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية (FTDES) وبناءً على بيانات من وزارة الداخلية الإيطالية أعلنت عن أن عدد المهاجرين التونسيين الوافدين إلى إيطاليا عام 2022 بلغ إلى حد الآن 16292 شخصًا واعترضت السلطات التونسية هذا العام محاولات عبور 29129 شخص إلى إيطاليا في حين بلغ عدد القتلى والمفقودين 544 شخصا.

Skip to content