الافتتاحية

المدنية فضاء للرأي الحُرّ ولتعزيز ثقافة حقوق الإنسان

سامي الطاهري
الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل.

نُطلق اليوم النسخة الالكترونية لـ”الجريدة المدنية” – ملحق جريدة الشعب، والتي بدأت ورقية قبل ثلاث سنوات، حرصا منّا على تطوير هذه التجربة وضمان استمراريتها وتعزيز دورها الإعلامي ضمن استراتيجيات قسم الإعلام والنشر بالاتحاد العام التونسي للشغل.

“الجريدة المدنيّة” فضاء للمجتمع المدني ولحقوق الإنسان، وللإخبار وصناعة المعرفة بخصوص القضايا المدنية الكُبرى. فتحت صفحاتها للصحافيين والكتاب والأكادميين والنقابيين وللفاعلين في الحركة المدنية التونسية والعربية.

مكّنت “الجريدة المدنيّة” من فتح ملفات هامّة، ونُريد لها بنسختها الورقيّة أن تكون تفاعليّة وتمكّن من مشاركة أوسع للفاعلين من المدافعين عن كل الحقوق، مؤمنين بحاجتهن/م إلى فضاء للتعبير الحُرّ. ونعتقدُ أنّ السياقات السياسية والاجتماعيّة الراهنة تُعزّز هذه الحاجة، لما تعرفهُ بلادُنا، ومنطقتنا وسائر بلدان العالم، من تغيرات ومن تهديد للحقوق والحريات.

نعتقدُ أنّ الأدوات الإعلامية ضرورية للقوى الاجتماعية والمدنيّة لتقدّم رؤاها وبرامجها وتُخبر عن أنشطتها، وتفتح النقاش بخصوص قضايا الراهن وتساهم في التفكير في حلول للأزمات وتتصدّى لكلّ ما له علاقة بالعنف والتمييز وتجاوز القانون واستهداف مؤسسات البناء الديمقراطيّ.

“الجريدة المدنية” متخصّصة ولكنّها في صلب خط تحرير جريدة “الشعب” التي ظلّت رائدة في الدفاع عن الحقوق والحريات ومنتصرة لمبادئ الحرية والعدالة والمساواة، وصوتا للشغالين وعموم فئات الشعب.

وسيحرص فريق “الجريدة المدنيّة” على نشر ثقافة حقوق الإنسان وتعزيزها ملتزما بمبادئ الاتحاد العام التونسي للشغل ومشروعه الوطني والمدني والاجتماعي، مُنفتحا على كلّ الرؤى والمقاربات والآراء النقديّة البناءة.

يُطلق الموقع اليوم الأحد الثاني عشر من شهر جويلية 2020 بمناسبة “اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال” حرصا منّا أن ترتبط ذكرى إطلاق المدنية/الالكترونية بأحد أيام الأمم المتحدة التي تهمّ النضال الاجتماعي والحقوقي، وفي سياق وطنيّ تراجعت فيه حقوق الطفل رغم الضمانات الدستورية والقانونية، وفي غياب سياسات عمومية تحمي حقوق الأطفال في هذا المجال وغيره.

إن انطلاق الجريدة المدنية في نسختها الالكترونية لن يحول دون مواصلة نشر ملحقها الورقي الشهري وذلك دعما للجهد الإعلامي للاتحاد العام التونسي للشغل والذي سيتعزز بعد هذه التجربة بمولود إعلامي آخر نعلن عنه في إبانه.

Skip to content