مقالات

بعد يومين من انطلاقه: مهرجان سوسة الدولي يلغي بقية عروضه توقيا من كورونا

إيمان الصيد

كعادته كان مسرح الهواء الطلق بسيدي الظاهر، أعرق المسارح في تونس على الموعد مع جمهور شيخ المهرجانات “مهرجان سوسة الدولي ” في نسخته الثانية والستين، لكن متعة الفعاليات لم تدم طويلا، لتوصد الأبواب توجسا من انتشار عدوى بفيروس كورونا في الوقت الذي تشير فيه الأرقام إلى ارتفاع عدد الاصابات محليا،وفقا لما أوردته الصفحة الرسمية للمهرجان.

نسخة هذا العام ورغم ما رافقتها من عراقيل وضغوط مالية، لم تحبط عزائم المسؤولين في إدارة المهرجان على تنظيم الدورة الحالية وذلك بإلباسها ثوبا تونسيا خالصا من خلال برمجة تنطلق فعالياتها يوم الثالث من أوت الجاري على أن تختتم في الخامس عشر من الشعر نفسه ،حسب بلاغ صادر عن جمعية المهرجان في العاشر من ماي 2020.

قرار غير منصف؟

“لم تكن دورة 2020 كسابقاتها بل كانت استثنائية بكل المقاييس”، هكذا انتقى المدير الجديد للمهرجان محمد خلف الله كلماته للتعبير عن أسفه الشديد لقرار الالغاء خاصة بعد انطلاق فعاليات الدورة وبعد توفير إدارة المهرجان كل الاستعدادات اللوجستية و لاحتياطات الضرورية التزاما بإجراءات البروتوكول الصحي المتبع في تونس.

وفي السؤال عن مدى تقبل ادارة المهرجان لقرار الالغاء يجيب محمد خلف الله ” أن الوضع الصحي العام للبلاد في الوقت الراهن تطلب ضرورة تغليب المصلحة العامة واحترام القرارات الصادرة في الغرض من السلط المركزية والجهوية ،متمنيا الصحة والسلامة لجميع المواطنين.

لكن المدير الجديد للمهرجان لم يفوت المناسبة لوصف القرار “بغير المنصف والمنحاز لمهرجان دون غيره” مشيرا الى ما اعتبره “استهدافا للدورة من خلال العديد من المؤشرات و العراقيل المادية و المعنوية، مبينا أ، القرار قد يكون صادرا نتيجة لما حدث خلال عرض ” الزيارة ” الثلاثاء 05 اوت 2020 بعد اقتحام الجماهير للمسرح ودخولهم بصفة مجانية الامر الذي حال دون مراعاة المتفرج للتباعد الاجتماعي”.

وقد أوضحت الجهة الرسمية الممثلة في الهيئة المديرة لمهرجان سوسة الدولي في بلاغ رسمي “أنه تبعا لمكتوب والية سوسة و في إطار الحفاظ على صحة وسلامة المواطنين وطبقا لتطور الحالة الوبائية بالجهة و على إثر الاجتماع الطارئ لهيئة الجمعية ،تقرر إلغاء بقية العروض المبرمجة للدورة 62 الحالية لمهرجان سوسة الدولي، انطلاقا من يوم الاربعاء 05 أوت 2020 ،تحسبا وتوقيا من مزيد انتشار العدوى بفيروس كورونا خاصة مع ارتفاع عدد الاصابات المحلية”.

اجراءات احترازية

فرض فيروس كورونا الكثير من الملامح على الدورة منها بالخصوص تقليص عدد عروض المهرجان التي لم تتجاوز 10 عروض والتخلي على العروض الدولية مراعاة للوضع الاقتصادي الراهن وعدم سماح الوقت والوضع بالإعداد المحكم لتنظيم مشاركات أجنبية في الآجال المناسبة.

وأوضح محمد خلف الله أن جمعية المهرجان حرصت في حدود الموارد المالية المتوفرة على المحافظة على تنظيم الدورة 62،

مشيرا إلى أن الوضع الصحي العام بالبلاد حتم اتخاذ جملة من الاجراءات الاحترازية أهمها “عدم تجاوز عدد المتفرجين نسبة 70 بالمائة من طاقة استيعاب المسرح أي ما يقابل حوالي 800 متفرج وذلك بعد الزيارة التفقدية للمسرح من قبل المصالح المختصة يوم 30 جويلية الفارط”…إجراء تبعه في وقت لاحق الغاء عرض “دوبل فاس ” لكريم الغربي و بسام الحمراوي المبرمج سلفا ليوم 07 أوت.. فعرض للطفي العبدلي، ليتم فيما بعد الإلغاء النهائي لبقية عروض الدورة.

التنكر للوعود

لم يؤثر فيروس كورونا على فعاليات المهرجان فحسب، بل واجهت الدورة منذ البداية اشكاليات تعلقت أساسا بديون الدورة الماضية ومنحة الدعم التي انتظرتها هيئة المهرجان من وزارة الشؤون الثقافية من أجل تأمين انعقاد الدورة الجديدة حسب ماصرح بيه رئيس المهرجان الذي حمل سلطة الإشراف مسؤولية التنكر لوعودها بحل مشكلة الدعم المالي اللازم للمهرجان حتى وجدت إدارة المهرجان نفسها أمام حتمية إلغاء الدورة 62، وهي في الحقيقة خطوة مؤلمة في حق أعرق مهرجانات تونس الذي لم يتخل عنه في الأخير بعض متعهدي الحفلات بدعمهم من أجل توفير جميع المعايير الملائمة المتعلقة بالصحة و السلامة من كمامات طبية وأداة قيس للحرارة وجال للتعقيم”.

Skip to content