أخبار مدنية

ديمومة الاذاعات الجمعياتية، كيف نضمنها؟

اسلام حواص

نظّم الاتحاد التونسي للإعلام الجمعياتي ندوة حول “ديمومة الاعلام الجمعياتي في تونس” اليوم الاثنين 20 جويلية 2020 بنزل بتونس العاصمة.
وتمثل هذه الندوة موعدا سنويا يعقده الاتحاد بالشراكة مع منظمة اليونسكو والهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري ومنظمة المادة 19 ومنظمة IREX EUROPE والنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين بحضور ممثلي المؤسسات الإعلامية الجمعياتية قصد التعريف بالصعوبات التي يواجهها هذا القطاع والتي تعرقل ديمومته.

تم طرح ملامح النظام القانوني المتعلق بالإعلام الجمعياتي على ضوء مشروع قانون حرية الاتصال السمعي والبصري كما تم تقديم تصور الاتحاد لضمان ديمومة هذا القطاع بالإضافة الى دور بعض المؤسسات الفاعلة في قطاع السمعي والبصري في دعم الإعلام الجمعياتي في تونس، حيث صرح رئيس الاتحاد التونسي للإعلام الجمعياتي، السيد فهمي البليداوي بأن الاعلام الجمعياتي هو قطاع مهم يشمل 22اذاعة جمعياتية في تونس الى حد الآن و هو ما يضمن تنوعها وأهميتها في المشهد الاعلامي الحالي.

بدوره عبر رئيس الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري السيد النوري اللجمي، عن نضج وتقدم في كيفية تعامل وسائل الاعلام الجمعياتي مع الاحداث وهو ما برز أكثر بعد فترة كورونا، وأكد أنه بالرغم من مرور الجمعيات بتجربة صعبة، الا أن هناك تطورا وتحولا في كيفية التطرق للمسائل الهامة.

كما اعتبر السيد النوري اللجمي الاعلام الجمعياتي مكسبا للساحة الاعلامية لما له من أهمية في احتضان وتكوين الصحفيين والاعلاميين، بشرط ان يكون هذا التكوين مستمرا اعتبر ان الاعلاميون، في هذا القطاع، ينافسون الاذاعات الخاصة والعمومية.

كما صرح السيد النوري اللجمي بوجود مشاريع يمكن ان ينخرط فيها الاعلام الجمعياتي مثل مقاومة الاخبار الزائفة/الدفاع عن حقوق المرأة/ التوعية في الجهات. وأكد أنه من الضروري أن يدخل صندوق الدعم حيز التطبيق وضرورة وجود مدونة تضبط للإعلام الجمعياتي دوره خاصة و أن الهيئة اعطت رخص جديدة، مؤكدا أن الهيئة دعمت هذه الاذاعات في فترة جائحة كورونا بنية تقوية الصلة بين هذه الاذاعات والجهات التي تبث فيها.

وعبرت السيدة فوزية غيلوفي، عضوة المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحفيين، عن دعم النقابة للاعلام الجمعياتي شرط احترام اخلاقيات المهنة واعتبرت ان دوره يكمن في الاصلاح والتعديل، مؤكدة ان النقابة الوطنية للصحفيين شاركت الاعلام الجمعياتي في عدة دورات تكوينية وانها ستواصل في مراقبة وتأطير الاعلام الجمعياتي.

كذلك أكدت السيدة منى مطيبع، مديرة وكالة تونس افرقيا للأنباء، أن الوكالة تدعم مراسلي اعلام القرب وتراهن الاعلام الجهوي. موضحة ان انتاج البرقيات ارتفع بنسبة 80% في فترة جائحة كورونا، متحدثة عن امكانية التنسيق مع الاتحاد الجمعياتي والقيام بشراكة تعاون بين الطرفين، وخلق فرص لتشريك المكاتب الاعلامية في الجهات، كما اضاف في نفس السياق ممثل منظمة IREX EUROP السيد سامي بن جمعة ان المنظمة تتعامل مع الاتحاد من أجل التعريف بالعمل الجمعياتي بهدف تحسين ظروفه ودعمها لإنتاج مواد اعلامية تستجيب لشروط اعلام القرب، مبينا ان الجمعيات لا تستطيع بناء مشروع بسبب الامكانيات الضعيفة والتي لا تمتعها بالعمل بحرفية، كما دعا المؤسسات الاقتصادية والمنظمات الى دعم الاعلام الجمعياتي ماديا.


وتحدثت السيدة سلوى الغزواني، مديرة مكتب المادة 19، عن مفهوم الديمومة ووضحت أنه لا يجب التركيز على الديمومة الاقتصادية على قدر التركيز على ديمومة حرية الاعلام وحرية التعبير والصحافة و ايجاد اطار قانوني يضمن هذه الديمومة كي لا يكون ظرفيا ومؤقتا، واعتبرت أن وجود انقطاع فجئي لهذه الاذاعات يمكن ان يشكل خطرا على سير هذه المؤسسات ووجهت الدعوة في هذا الغرض للهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري لضمان هذه الحقوق، مبرزة أهمية وضع الاطار التشريعي ودعم اليات البث.

كما دعا الخبير في ديمومة الاعلام الجمعياتي شكيب بن عبد الله عن IREX EUROP اصحاب الجمعيات والمشاريع الى التحرك فعليا نحو تحقيق الديمومة بدون انتظار الدولة، وذلك بتقديم الحلول و ضرورة الالتحاق بالتكتونولجيا والرقمنة وخلق طرق ووسائل ناجعة اكثر من المطالبة بوسائل تكوين خارجية، والاعتماد على الموارد البشرية الموجودة، مؤكدا ان الايمان بقدرات الاعلام الجمعياتي هو الضمان لديمومته.

ديمومة الاذاعات الجمعياتية في تونس هو موضوع تم طرحه منذ 2014 ولا يزال الى الان موضوعا يشغل الاذاعات الجمعياتية والعاملين بالقطاع بوضع تشريعات لخلق ضوابط تحمى الجمعيات والاعلام الجمعياتي.

Skip to content