مقالات

سعي لتدارك التخفيف في البرامج خلال الفترة الأولى من السنة الدراسية الحالية

وثيقة بيداغوجية توجيهيّة لكل مراحل التعليم

مجدي الورفلي
صحفي

ستُخصص الفترة الأولى من السنة الدراسية الحالية لتدارك عملية تخفيف البرامج التي تم اعتمادها السنة الدراسية الماضية، وستكون عملية التدارك على ضوء وثائق بيداغوجية أعدتها لجان فنية تظم كل الاطراف المتدخلة في العملية التربوية وكذلك حسب تقييم يقوم به المدرس لتلاميذه.

خلال السنة الدراسية الماضية تم اللجوء إلى اعتماد نظام الأفواج كأحد الإجراءات لمواجهة فيروس كوفيد 19 والحدّ من انتشاره، إلا أن نظام الافواج صاحبه تخفيف في البرامج للتمكن من إنهاء السنة الدراسية وإجراء الامتحانات، وهو ما تعمل وزارة التربية على تدارك النقص في التحصيل العلمي في المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية خلال السنة الدراسية الحالية التي تم إقرارها وفق النظام العادي.

وزارة التربية شكلت خلال الفترة الماضية لجانا فنية تتكون من كل الأطراف المتداخلة في العملية التربوية، وتهم مراحل التعليم الأساسي والإعدادي والثانوي لصياغة وثيقة توجيهية لتدارك عملية تخفيف البرامج التي اعتمدتها وزارة التربية خلال السنة الدراسية الماضية، بالتوازي مع دعوة الوزارة لمدرسي المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية إلى ضبط خطة تدارك علاجية مناسبة للتلاميذ، على ضوء نتائج تقييمات تنجز في بداية السنة الدراسية الجديدة لاكتشاف النقائص الحاصلة في المكتسبات العلمية للتلميذ والعمل على تجاوزها.

المديرة العامة للمرحلة الابتدائية بوزارة التربية نادية العياري أكدت في تصريح لـ”الجريدة المدنية” أن اللجان الفنية التي تم تشكيها من طرف وزارة التربية، وتظم كل الأطراف المتدخلة، أنهت عملها بالنسبة للمرحلة الابتدائية وانطلقت في توزيع الوثائق البيداغوجية على المدرسين، في المقابل رجّحت العياري أن يكون موفى شهر سبتمبر الجاري تاريخ تمكين الأساتذة بمرحلتي الاعدادي والثانوي من الوثائق البيداغوجية الخاصة بهم.

وعلى ضوء الوثائق البيداغوجية الموحدة التي أعدتها اللجان الفنية والتي تتضمن عديد التوصيات والتوجيهات الهامة، سيتولى المدرسون عند العودة المدرسية القيام بتشخيص موجه للتلاميذ من أجل تقييم مستوى التحصيل العلمي وبناء خطة علاجية لتدارك النقص الحاصل عند جزء منهم، وفق المديرة العامة للمرحلة الابتدائية بوزارة التربية التي أكدت أن المدرس سيضطلع خلال هذه السنة الدراسية بدور كبير في تطويع وملائمة البرامج الدراسية حسب المستوى العلمي لتلاميذه، وذلك بطريقة تضمن تدارك المحاور التي تم تخفيفها في السنة الدراسية المنقضية.

هذا وقد أكد وزير التربية فتحي السلاوتي في وقت سابق، خلال طرح العودة المدرسية بالنظام العادي أو نظام الأفواج، انه لم يعد بالإمكان اعتماد نظام الأفواج الذي لم يمكن إلا من تقديم نصف البرنامج التربوي وكذلك لأن نتائجه ستكون سلبية على التحصيل العلمي والتحصيل البيداغوجي للتلاميذ.

وثيقة بيداغوجية وللمدرس سلطة التقييم والتدارك

الكاتب العام المساعد للجامعة العامة للتعليم الأساسي توفيق الشابي أوضح في تصريح لـ”الجريدة المدنية” أنه بالنسبة لمرحلة التعليم الأساسي فقد تم تشكيل لجنة بيداغوجية متكونة من كل الأطراف المعنية من ممثلين عن المدرسين والمتفقدين والإدارة غيرها، وقامت في مرحلة أولى بدراسة كل مستوى لتشخيص النقائص في التعلّمات خلال السنة الدراسية السابقة لتدارك من ما يجب ويُمكن تداركه خلال السنة الدراسية الحالية.

ووفق الكاتب العام المساعد للجامعة العامة للتعليم الأساسي، فقد تم الاتفاق على محتويات وبرامج خاصة بالتعليم الأساسي سيتمّ تدريسها خلال السنة الدراسية الحالية وتحديدا خلال الفترة الأولى منها لتدارك النقص الحاصل خلال السنة الدراسية الماضية، وفق الشابي الذي اعتبر أن المدرس له سلطة التقييم في النهاية والتدارك حسب ما يراه مناسبا وعلى ضوء الخطوط العريضة التي تضمنها الوثيقة البيداغوجية التي تم توزيعها على المدرسين مع بداية العودة المدرسية في 15 سبتمبر الجاري.

التخفيف كان مُسقطا ولكن..

الكاتب العام المساعد للجامعة العامة للتعليم الثانوي عبد الرؤوف الشخاري اعتبر في تصريح لـ”الجريدة المدنية” أن عملية التخفيف في البرامج التي تم اعتمادها كإجراء لمنع تفشي فيروس كورونا كانت متسرعة ومُسقطة ولم تراعي عديد الجوانب البيداغوجية والتعليمية حيث كان من الممكن اعتماد موازنة بين التخفيف المواد كالرياضيات والفيزياء وتفادي التخفيف العشوائي في الدروس من مواد أخرى كالجغرافيا والتربية الإسلامية، وأضاف الشخاري أن جامعة التعليم الثانوي ووزارة التربية وعدد من الأطراف المتدخلة انكبوا منذ فترة على بلورة صيغة للتدارك مع طرح التخفيف في البرامج كمدخل للإصلاح.

ووفق الكاتب العام المساعد للجامعة العامة للتعليم الثانوي عبد الرؤوف الشخاري فقد تم التوصل الى صيغة نهائية لتدارك تخفيف البرامج في بعض المواد وبعض المستويات وقد تم الانطلاق في العمل بها من طرف بعض أساتذة التعليم الثانوي، فيما سيقع الانتهاء في القريب العاجل من الوثيقة النهائية التي تهم كل المستويات والمواد التي تخفيف برامجها ليتمكن الاستاذة من تدارك تخفيف البرامج خلال الفترة الاولى من السنة الدراسية الحالية، وفق الشخّاري.

Skip to content