مقالات

متتدى الحقوق الاجتماعية يدين السياسات اللاإنسانية للاتحاد الأوروبي المقيّدة لحرية التنقل

بلال الشارني

حمّل المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية رئاسة الجمهورية التونسية مسؤولية غياب أي رؤية تونسية متكاملة للتعامل مع ظاهرة الهجرة غير النظامية تساهم في إنقاذ الأرواح وتعيد الأمل للتونسيين.

وأدان في بيان له السياسات اللا إنسانية للاتحاد الأوروبي المقيّدة لحرية التنقل والمصدرة للحدود، محذّرًا من استعمال مصطلحات تحط من كرامة المهاجرين غير النظاميين وتكرّس الوصم والتمييز وقصور فهم الظاهرة في كل أبعادها، داعيًا إلى عدم تكريس سياسة الإفلات من العقاب لشبكات تهريب المهاجرين.

كما جدّد منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، دعوته إلى إيقاف مسارات التعاون غير العادلة مع الاتحاد الأوروبي في قضايا الهجرة، والإيقاف الفوري لعمليات الإعادة القسرية الجماعية للمهاجرين غير النظاميين من إيطاليا وفرنسا وألمانيا، والعمل على فتح آفاق جديدة للهجرة المنظمة وتسوية أوضاع المهاجرين غير النظاميين التونسيين في أوروبا وحماية الفئات الأكثر هشاشة خاصة من النساء والأطفال.

وأوضح المنتدى أنّعددًا متزايدًا من المهاجرين يغادرون ديارهم قسراً نتيجة مجموعة معقدة من الأسباب، ففي تونس حيث يزداد الوضع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي تعقيدًا، أصبح المشروع الهجري قاسمًا مشتركًا يوحّد التونسيين كل حسب شروط يفرضها وضعه المهني والاجتماعي ودرجة استجابته للسياسات التقييدية التي تفرضها خاصة دول الاتحاد الأوروبي على التأشيرة. ينتقي الاتحاد الأوروبي ما يستجيب لاحتياجاته ويلفظ الباقي لتتلقفهم شبكات تهريب المهاجرين.

ولفت  إلى أنّ أغلب (الحارقين) هم مواطنون احترقوا بنار اليأس والإحباط الجماعي الذي من أسبابه واقع محلي مغرق في الضبابية والإنهاك اليومي بتدهور الخدمات العمومية واقع يعمّق الفقر وهشاشة العمل والعطل المزمن الذي أصاب المصعد الاجتماعي ويجعل من المستقبل ضبابيًا ويجعل خطر البحر ثانويًا في نظر الحالمين بحياة أفضل لهم ولأبنائهم.

و أكد ان الموت على الشواطئ التونسية نتيجة طبيعية لسياسات تقييدية أوروبية عملت على تصدير الحدود ولمقاربة سياسية تونسية رضخت ولعب دور الحارس الأمين للحدود الأوروبية عبر راديكالية أمنية لم تنجح في وقف التدفقات ولا في إيقاف الموت حيث من بين 875 ضحية ومفقود في البحر الأبيض المتوسط الأوسط منذ بداية السنة، رصد المنتدى منهم 443 ضحية ومفقودًا في المياه الإقليمية التونسية وتم منع 14762 مهاجرًا من الوصول إلى السواحل الإيطالية، في حين وصل إلى إيطاليا منذ بداية السنة 51353 مهاجرًا منهم 10139 من ذوي الجنسية التونسية يتوزعون كالتالي 2102 قاصرًا و 498 امرأة دون اعتبار الأرقام غير المرئية والتي لا يمكن رصدها.

وشدّد المنتدى على أنّ الضغوط الأوروبية والتعاون التونسي اللامحدود، أدى إلى عسكرة السواحل والحدود واستخدام القوة خلال بعض عمليات الصدّ ومزيد الخسائر في الأرواح على الشواطئ ومراكمة شبكات التهريب للثروة ومفاقمة عمليات الإعادة القسرية المتسلسلة.

Skip to content