مقالات

من تداعيات أزمة كورونا: قاعات رياضية أغلقت نهائيا وعمال أحيلوا على البطالة

دلال بوجبلي – تونس
 
على غرار كافة القطاعات في البلاد مرت القاعات والمركبات الرياضية الخاصة
بفترة صعبة على الصعيد المادي بعد أن تعطّلت أنشطتها بناء على قرار
الحكومة ومؤسسات الدولة الرسمية فرض الحجر الصحي الشامل خلال شهر
مارس الفارط والى غاية أوائل شهر جوان حيث اغلقت هذه المركبات أبوابها،
هذا الوضع جعل أصحاب القطاع يطلقون صيحة فزع لسلطة الإشراف من اجل
مساعدتهم على تجاوز وضعهم المادي الصعب.
وفي هذا الصدد كان لنا لقاءات مع عدد من أصحاب القاعات الرياضية الخاصّة
الذين عبروا عن موقفهم حول الصعوبات المادية التي مروا بها خلال فترة الحجر
الصحي الشامل.


عمال أحيلوا على البطالة القصرية
واشار زهير صاحب قاعة رياضة خاصة ان غلق الفضاءات الرياضية جعلهم
يعيشون وضعا خاصا واستثنائيا بكل المقاييس, ذلك ان عددا من العاملين احيلوا
على البطالة القصرية, حيث قاموا بمنح العاملين نصف المرتب مشيرا الى ان
القاعة ليست مورد رزقه الوحيد على حد تعبيره.
واضاف زهير انهم اغلقوا القاعة منذ 10 مارس الى غاية 08 جوان المنقضي
تطبيقا لقرار سلطة الاشراف بعد فرض الحجر الصحي الشامل وكانوا اخر
القاعات التي عادت للنشاط حيث قاموا بتطبيق البروتوكول الصحي باتباع التباعد
بين رواد القاعة من خلال تقسيم المتمرنين الى مجموعات واستعمال المواد
المعقّمة من اجل صحة المتدربين.
من جهة اخرى صرح صاحب القاعة انهم قاموا بزيادة في الاسعار بنسبة تتراوح
بين 5 و10 بالمائة من اجل تغطية الخسائر التي تكبدوها خلال الفترة الماضية.


المتنفس الوحيد
أفاد فتحي صاحب قاعة رياضة خاصة ان الاقبال كان متميزا خلال شهري جوان
وجويلية اثر عودة النشاط بما ان التمارين هي المتنفس الوحيد للشباب بعد فترة
الحجر الصحي الشامل مشيرا الى ان الاقبال تراجع خلال شهر اوت.

واضاف فتحي ان الوضعية التي مرت بها القاعات الرياضية الخاصة كانت مثل
بقية القطاعات حيث القت بظلالها علينا فقد وجدنا صعوبات كبيرة في خلاص
الإيجار والماء والكهرباء اضافة الى خلاص اجور المدربين وإداريين حيث قدمنا
لهم نصف الاجر.
أما بخصوص الاحتياطات التي اتخذوها للتوقي من الاصابة بفيروس كورونا فقد
طبقوا التباعد الاجتماعي بين جميع المتمرنين إلى جانب التعقيم للقاعة وروادها
والمعدات محافظين في الان ذاته على نفس الاسعار على امل اقبال المتمرنين.

قاعات أغلقت أبوابها نهائيا
ايوب استاذ تربية بدنية وصاحب قاعة رياضة خاصة التقيناه اثناء تدريبه لبعض
العناصر الوطنية في رياضة الكيك بوكسينغ حيث افادنا ان قاعته تضررت من
الحجر الصحي الشامل الذي فرضته الدولة بسبب جائحة الكورونا حيث انهم
اصبحوا عاجزين عن خلاص معاليم الايجار والكهرباء والماء وايضا المدربين
بما ان القاعة تحتوي على العديد من الاختصاصات وتشغل عددا كبيرا من اساتذة
الرياضة.
واضاف محدثنا ان اغلب القاعات الخاصة هي مشاريع يستقات منها اصحابها
ولهم التزامات مع البنوك لذلك فهم مجبرين على تسديد قروضهم التي ارتفعت
نسبتها كما انهم يشغلون عددا من العمال كانوا يسترزقون منها لكنهم بين ليلة
وضحاها وجدوا انفسهم مجبرين عن البطالة القصرية وكنا مجبرين على
مساعدتهم لتخطي الأزمة على حد قوله.
في سياق متصل اضاف ايوب انّ عددا من القاعات اغلقت نهائيّا بسبب الازمات
المادية الكبيرة التي مرّوا بها واصبح عددا كبيرا من العمال عاطلين عن العمل
وسط اهمال كبير من قبل سلطة الاشراف ولا تعويضات رغم ان رئيس الحكومة
في وقت ما اشار ان المؤسسات المتضررة سوف تتحصل على تعويضات.

وفي حوارنا مع أيوب التقينا برفيق احد مدربي الكاراتي بالقاعة الذي أكّد لنا انه
كان من اكبر المتضررين من اغلاق القاعة بعد فرض الحجر الصحي الشامل
بسبب جائحة الكورونا حيث انه اصبح معطلا عن العمل وبدون اي مورد رزق
كما انه بات عاجزا عن توفير ابسط مستلزماته ومستلزمات عائلته, واضاف

محدثنا ان صاحب القاعة ساعده بمبلغ بسيط من المال لكن ذلك لم يكن كافيا مما
دفعه للتدين من بعض الأصدقاء, واشار رفيق الى ان التوقف المفاجئ للنشاط
الرياضي جعله يفكر جديا في البحث عن موارد من اجل مشروعه الخاص لانه
لا يريد ان يعيش المعاناة التي عاشها خلال الفترة الفارطة وكي يضمن مستقبله
على حد تعبيره.


صرخة فزع ولا من مجيب..
واشار رئيس الغرفة النقابية الوطنية للقاعات الرياضية الخاصة رضا بلهادف أنه
وفي ظل توقف كافة الأنشطة وانعكاس ذلك على كافة العاملين في القطاع
وخاصة متسوّغي القاعات والمدربين المتعاقدين معهم وغيرهم أطلقت الغرفة
النقابية الوطنية لأصحاب المركبات والمراكز والقاعات الرياضية الخاصة
المنضوية تحت لواء الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية
صيحة فزع للفت نظر كافة المسؤولين وعلى رأسهم رئيس الحكومة ووزير
شؤون الشباب والرياضة وإدارة الضمان الاجتماعي وإدارة الجباية وغيرها من
مؤسسات الدولة إلى الوضع الصعب الذي يعيشه أهل القطاع مقترحة جملة من
الحلول التي ترى أن توفيرها يمكن أن يخفف من وطأة الأزمة علما بأنها راسلت
رئاسة الحكومة في هذا الشأن بتاريخ 17 أفريل 2020 على حد تعبيره.
وأضاف بلهادف أن قطاع المركبات والقاعات الرياضية الخاصة يضمّ أكثر من
1700 فضاء وهو يمثّل طاقة تشغيليّة كبيرة بالإضافة إلى أنه يلعب دورا مهمّا
في تأطير الشباب وتشجيع الناس على تعاطي الرياضة لما فيها من فوائد جسدية
وعقلية، وقد جلب هذا الميدان الكثير من الشباب الذي استثمروا فيه وخلقوا بالتالي
مئات من مواطن الشغل وحصلوا على قروض بنكية من أجل إنشاء مشاريعهم
وجعلها على ذمّة ممارسي الرياضة في أغلب جهات البلاد ، لكن أزمة كورونا
التي فاجأت الجميع وأجبرت أصحاب هذه الفضاءات على وبالتالي التوقّف الكلّي
لكافة أنواع النشاط .
واضاف بلهادف ان أصحاب هذه الفضاءات وجدوا أنفسهم في وضع جديد
وصعب لم يكونوا مهيّئين له وباتوا يعيشون معضلات يصعب عليهم حلّها ولعلّ
ما زاد في تعقيد وضعيتهم أن الحكومة لم تقم نحوهم بلفتة تضامن تجعلهم
يدركون أنهم لا يجابهون وضعهم الجديد الصعب بمفردهم خاصة أنهم اليوم في
حاجة إلى كل من يبعث فيهم الأمل ويساعدهم على تخطّي هذا الظرف الاستثنائي
الصعب .

 ‏واشار رئيس الغرفة انهم اقترحوا إنشاء صندوق دعم خاص بالازمات مثل بقية
القطاعات لمساعدة القاعات الرياضية كما طالبت البنوك بالتدخّل لتمكين أصحاب
القاعات من تسهيلات وقروض بنكية بفائض منخفض لمواجهة تكاليف الحياة
والقيام بواجباتهم والتزاماتهم تجاه منظوريهم وعائلاتهم في هذا الظرف الخاص .

Skip to content