أخبار مدنية

11 فيفري : ذكرى وفاة المناضل نور الدين بن خذر

11 فيفري ذكرى رحيل المناضل والمفكر اليساري نور الدين بن خذر بعد صراع مرير مع المرض. وقد دفن بناء على رغبة منه بمسقط رأسه بحامة قابس. وقد حضر في توديعه بمنزله بالعاصمة وفي مقبرة الحامة جمع غفير من أصدقائه وصديقاته الذين ينتمون إلى عالم السياسة والثقافة والفن.

وقد ولد نور الدين بن خذر في 9 فيفري 1939 بالحامة. وكان والده من أنصار صالح بن يوسف وقتل بسبب ذلك. ودرس بن خذر بتونس إلى أن أنهى تعليمه الثانوي، ثم شد الرحال إلى باريس لمواصلة تعليمه العالي وهناك بدأ نشاطه صلب اليسار التونسي وساهم في تأسيس مجموعة الدراسات والعمل الاشتراكي في سنة 1963. وستعرف هذه المجموعة التي سيصبح بن خذر أحد رموزها بجريدتها “آفاق تونسية”.

اعتقل نورالدين بن خذر في سنة 1968 وأحيل بمعية رفيقاته ورفاقه في التنظيم على محكمة أمن الدولة التي أسست للغرض. وحكم عليه بـ16 سنة ونصف سجنا قضى منها عامين ونيف ليطلق سراحه وسراح رفاقه في ربيع 1970. وقد وضع بن خذر قيد الإقامة الجبرية إلى أن اعتقل من جديد في شهر ديسمبر 1972 وزج به في السجن رفقة جلبار نقاش وعائشة بلعابد رفيقة دربه وزوجته المختصة في التاريخ (والعديد من المناضلين الصادق بن مهنى النوري بوزيد وغيرهم). ولما كان بن خذر وجلبار يقضيان عقوبتهما شهدت البلاد في أواخر سنة 1973 حملة قمعية واسعة استهدفت آفاق-العامل التونسي وكافة حركة اليسار. وقد استغل بورقيبة مظاهرة نظمها الطلاب يوم 19 أفريل 1974 وطالبوا فيها من بين ما طالبوا بإطلاق سراح المعتقلين، ليعلن تراجعه عن إجراء العفو الذي كان أصدره قبل أربع سنوات لفائدة بن خذر وجلبار نقاش وجمع من المناضلين الذين اعتقلوا في هذه الحملة من بينهم: أحمد بن عثمان الرداوي، عبد الله الرويسي ورشيد بلونة الذي كان اعتقل في صائفة 1973 بتهمة مساعدة المناضل محمد بن جنات ودليلة بن عثمان على مغادرة البلاد سرا.

غادر بن خذر السجن في صائفة 1979. ومن وقتها تركّز نشاطه على المجال الثقافي، فالتحق بدار سيراس للنشر والتوزيع ليتولى خطة مدير النشر. وقد عرف النشر بهذه الدار على يديه تطورا ملحوظا ناهيك أنه أشرف على إصدار 500 كتاب وكانت للفقيد علاقات متينة بأصحاب المهنة في إفريقيا وأوروبا خاصة. وقد ظل بن خذر متابعا للحياة العامة بالبلاد من نافذتها الثقافية. وساهم قبل وفاته في النقاشات التي تمت حول “المبادرة الديمقراطية” وانخرط فيها. وقد اشتد به المرض في أيامه الأخيرة حيث توفي يوم 11 فيفري 2005 .

Skip to content