أخبار مدنية

14 مارس : ذكرى وفاة الحبيب عاشور أحد رموز القيادة الوطنيّة والنقابيّة التونسيّة.

تحيي تونس اليوم 14 مارس الذكرى 23 لوفاة الزعيم النقابي الحبيب عاشور، ولد الحبيب عاشور يوم 25 فيفري 1913 بقرية العباسية بجزيرة قرقنة. حصل على الشهادة الابتدائيّة سنة 1928 ثمّ واصل دراسته بالمعهد الفني في تخصّص شعبة الكهرباء. وفي سنة 1934 انخرط في النضال النقابي والوطني مسخّرا مجهوداته لخدمة القضيّة الوطنيّة ، يقوده في كل ذلك قناعة راسخة بأنّ الاستقلال التام للبلاد لا يتحقق دون تأطير القوة الشغيلة وتعبئتها لخوض المعركة الوطنيّة من أجل استرجاع السيّادة والحريّة.
ونحن نحيي اليوم 14 مارس2022 الذكرى 23 لوفاة الزعيم الوطني والنقابي الحبيب عاشور، علينا أن نستحضر نضالات الرجال الأفذاذ من قيادات الاتحاد العام التونسي للشغل وتضحياتهم، وبذلك يكون ترابط الأجيال والحفاظ على الذاكرة النقابية والوطنية مما تزخر به من إرث نضالي وقيم ثابتة في أبعادها الوطنية والنقابية وهي القيم التي جعلت من الاتحاد العام التونسي للشغل قلعة وطنية صامدة منذ الفترة الاستعمارية والى اليوم..حيث كان الزعيم النقابي خالد الذكر الحبيب عاشور من كبار الزعماء الصادقين الذين ساهموا في صناعة التاريخ فإحتفظ بهم وكرمهّم التاريخ. من خلال أحداث ومعارك كبرى وهي دروس في النضال الوطني والدفاع عن الشعب والسيادة الوطنية.
فقد واجه مناضلوا الاتحاد من خلال معركة 5 أوت 1947 جبروت الاستعمار وآلته القمعية الوحشية، حيث كان للزعيم النقابي الحبيب عاشور( أحد مهندسي هذه المعركة وقائدها الميداني لمع بشجاعته وعلو همته المعهودة ) دور أساسي في قيادة التحركات الميدانية التي أفضت الى ملحمة 5 أوت 1947 بصفاقس.
تعرض بعدها الحبيب عاشور الى النفي بـ ” زغوان وباجة “، كما زاده استشهاد فرحات حشاد يوم 5 ديسمبر 1952 إصرارا على المبادئ ومزيد من الصمود والتحدي. مثله مثل بقية قيادات الاتحاد، الذي واجه بعد الاستقلال محاولات التدجين منذ أواسط الستينات ليجد الزعيم الراحل أحمد التليلي نفسه مضطرا الى المنفى حيث كان أول من تجاسر وطالب بالديمقراطية والحريات الفردية العامة. فإستبسل من بعده زعيم الحركة النقابية والوطنية الحبيب عاشور في الذود عن استقلالية الاتحاد والوقوف في وجه محاولات تركيعه وتدجينه، لتمرير اجراءات اقتصادية واجتماعية على حساب الشغالين وما رافقها من محاكمات جائرة بتهم ملفقة بدأت في الستينات ( ما يعرف بحادثة حرق الباخرة في 7 جوان 1965) وتواصلت خلال السبعينات، أشهرها محاكمة قيادة الاتحاد الوطنية والجهوية وعلى رأسها الراحل الحبيب عاشور غداة معركة 26 جانفي 1978 الدامية.
وعندما تم نقله الى سجن 9 أفريل بتونس ورغم محنة السجن، كان يدافع عن براءة الاتحاد لما نسب إليه في هذه الأحداث والتمسك بشرعية مواقفه. لقد كان فعلا زعيما نقابيا شجاعا مؤمنا بالقضايا العادلة التي دافع عنها الاتحاد العام التونسي للشغل طوال مسيرته. حتى أن حرس السجن ـ كما ذكر أحد النقابيين الذين حوكموا وقتها ـ يستمعون إليه بإندهاش وإعجاب بشخصه وما يتمتع به من رباطة جأش فعلا تثير الإعجاب والانبهار.. لا تخاذل ولا ضعف ولا خوف من المحاكمة… المحاكمة الرهيبة التي كانت في انتظاره….كما كان يقول. لقد كان الحبيب عاشور من القادة الكبار للحركة النقابية والوطنية.
الدكتور عثمان البرهومي.

Commenter
Partager
Skip to content