مقالات

تقرير منظمة انا يقظ “سعيد ميتر” : حصيلة إلتزام رئيس الجمهورية بالوعود التي أطلقها هزيلة جدّا

مجدي الورفلي

كشفت منظمة انا يقظ، خلال ندوة صحفية عقدتها اليوم الاثنين، عن تقريرها “سعيد ميتر” لقياس مدى إيفاء رئيس الجمهورية قيس سعيد بوعوده الانتخابية بعد سنتين من أداءه اليمين الدستورية، والتي بلغت في مجملها 32 وعدا تعهد رئيس الجمهورية بتحقيقها جمعتها المنظمة من حوار تلفزي لسعيد في التلفزة الوطنية والمناظرة خلال الحملة الانتخابية في الدورتين الاولى والثانية للانتخابات الرئاسية والكلمة التي قدمها الرئيس اثناء أداء اليمين أمام مجلس نواب الشعب، باعتبار أنه لم يقدم برنامجا انتخابيا واضحا يُمكن العودة إليه لقياس إلتزامه به.

الـ32 وعدا التي جمعتها المنظمة، موزعة أساسا إلى 4 اجراءات عاجلة و5 وعود في المجال الاجتماعي و6 وعود في السياسة الخارجية و6 وعود في الحقوق والحريات و4 وعود في الأمن والدفاع و4 وعود في التنمية والتشغيل بالإضافة الى وعود أخرى في مقاومة الفساد وفي المجال السياسي والمجال الاقتصادي، فيما يتمثل مصدر المنظمة في تقييم الإلتزام بالوعود هو الرائد الرسمي و الأوامر والقرارات والمناشير والمواقع الرسمية للادارات ومؤسسات الدولة وتصريحات المسؤولين.

توزيع الالتزام بالوعود

نسبة وعود رئيس الجمهورية قيس سعيد التي تحققت خلال سنتين منذ آداءه اليمين الدستورية أمام مجلس نواب الشعب بلغت، وفق تقرير “قيس ميتر” الذي كشفت عنه المنظمة، 6 % فقط من جملة الوعود التي إلتزم بها في حين قدرت نسبة الوعود التي لم تنجز ولا توجد أي مؤشرات تفيد بانها في طور الانجاز بـ44 % فيما بلغت الوعود التي هي في طور الانجاز قرابة 28 %، أما الوعود الفضفاضة التي لا يمكن قياسها وتقييم الاتزام بها فقد بلغ 22%.

حصيلة هزيلة

إعتبر  اشرف العوادي،رئيس منظمة انا يقظ،  أن حصيلة رئيس الجمهورية قيس سعيد في تنفيذ وعوده هزيلة جدا، خاصة أنه أصبح، بعد 25 جويلية، يجمع كل السلط في يديه ويترأس مجلس الوزراء ولا يمكن أن يتعلل بمحدودية صلاحياته كما هو الحال خلال السنة الماضية والتي حقّق خلالها قيس سعيد 9 % من الوعود التي اطلقها فيما احصت المنظمة 7 وعود في طور الانجاز و12 وعدا لم تتحقق بالاضافة الى 11 وعدا فضفاضا لا يمكن تقييم إنجازها.

اما خلال السنة الحالية فإن الوعود التي تحققت من جملة الوعود التي أطلقها قيس سعيد، شملت أساسا دعم العلاقات مع دول شمال افريقيا والتي تجسدت من خلال المساعدات التي تلقتها تونس خاصة من دول المغرب العربي الجزائر والمغرب وموريتانيا خلال فترة انتشار جائحة كوفيد 19، بالاضافة الى إعتماد السرية في الاستراتيجيات العسكرية، اما في الجانب الاجتماعي فيتمثل الوعد الذي تحقق في دعم القدرة الاستهلاكية للمواطن من خلال محاولات التخفيض في الأسعار.

وعود في طور الانجاز

بالنسبة للوعود التي أطلقها قيس سعيد وهي في طور الإنجاز تضمن تقرير منظمة انا يقظ، تأكيدا أنها تشمل استرجاع دور الدولة في المجال الاجتماعي والذي تجسد من خلال تقديم المنح والمساعدات للفئات الهشة والمحتاجة والمتضررة من جائحة كوفيد 19 وفي مجال العلاقات الدولية والسياسة الخارجية فإن الوعد المتعلق بالوقوف في صف القضايا العادلة وفي قدمتها القضية الفلسطينية ما زال في طور الإنجاز باعتبار أن مشروع القانون الذي أودعته تونس في مجلس الأمن الدولي في إطار التصدي لما يعرف “بصفقة القرن” قد تم سحبه.

أما تغيير النظام السياسي فهو مازال وعدا في طور الانجاز بعد إصدار الامر الرئاسي عدد 117 الذي ينص على وضع لجنة لتغيير النظام السياسي.


 وعود لم تُنجز

أغلب الوعود التي قدمها رئيس الجمهورية قيس سعيد لم يلتزم بها وبقيت دون تجسيدعلى أرض الواقع، وتبلغ نسبتها 44 % وهي تتمثل بالخصوص في أن يكون الرئيس جامعا لكل التونسيين والحال أنه لم يقبل بالحوار الوطني ولا بالنقاش مع الأحزاب السياسية وكذلك الوعد المتعلق بتكريس حياد المرفق العام، وفق رئيس منظمة أنا يقظ أشرف العوادي الذي استشهد بتعامل وزارة الداخلية مع التحركات الاجتماعية الذي لم يكن محايدا بل اعتمدت الوزارة سياسة “الكيل بمكيالين” وسمحت لأطراف سياسية بالتظاهر في ذروة انتشار الكوفيد 19 وقامت بإيقاف عدد من الشباب المتظاهر في بداية السنة.

ووفق رئيس منظمة أنا يقظ، فقد وعد الرئيس بتجريم التطبيع ولكنه وعد لم يتحقق حيث لم يقدم مبادرة تشريعة بالخصوص، كما أنه لم يلتزم بوعده بخصوص النأي بالمؤسسة العسكرية عن التجاذبات السياسية وقام بإلقاء خطابات سياسية في ثكنات عسكرية بالاضافة الى محاكمة مدنيين في محاكم عسكرية، وهو ما اعتبره العوادي من بين أهم المؤشرات على عدم التزام الرئيس أيضا بوعده في مجال حماية الحقوق والحريات التي قال إن الرئيس لم يحقق فيها تقدما، ذلك أنه قد تم تسجيل قمع متظاهرين، كما تراجعت تونس في الترتيب في مؤشر العدالة العالمية ولم يقم الرئيس أيضا بإلغاء الأمر المتعلق بحالة الطوارئ.

كما لم يلتزم رئيس الجمهورية قيس سعيد بعوده بأن يكون المرفق العام محايدا وكذلك الوعد الذي أطلقه بتقديم مبادرة تشريعية تتعلق بانشاء المجلس الأعلى للتربية والتعليم كأول مبادرة تشريعية سيطلقها رئيس الجمهورية ولكن الى حدود اليوم، وبعد سنتين من آداءه اليمين الدستورية أمام مجلس نواب الشعب وتقلده رسميّا رئاسة الجمهورية، لم يتحقق ذلك الوعد في إنتظار امكانية اصدار مراسيم بهذا الخصوص وفق ما افاد به رئيس منظمة انا يقظ اشرف العوادي.

اما فيما يتعلق بالمجال السياسي فلم يغير رئيس الجمهورية الى حدود الساعة القانون الانتخابي المنظم للانتخابات البلدية كما وعد في وقت سابق، كما لم تتحقق وعود الرئيس في المجال الإقتصادي وخاصة في مجال مكافحة التهرب وتبييض الأموال وتكريس المحاسبة والمراقبة وكذلك الوعود المتعلقة بالتنمية والتشغيل ومقاومة التهميش في المناطق الداخلية وضمان الحق في الشغل والحرية والكرامة الوطنية، وفق تقرير منظمة “انا يقظ”.

Skip to content